Sunday  07/11/2010 Issue 13919

الأحد 01 ذو الحجة 1431  العدد  13919

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

           

تعد المتاحف مؤسسة ثقافية وتربوية، حيث تعرض مجموعات من الممتلكات الثقافية للمحافظة عليها والإفادة منها في مختلف ميادين التربية وفي نشر الثقافة والعلم، وهذا ما جعل المتحف مركزا ثقافيا وعلميا وتربويا وتعليميا يفتح ابوابه لكل من سعى لزيادة معرفته وتطوير ثقافته في عصر ينادي بشعار الثقافة والمعرفة للجميع.

يسهم المتحف في إثارة وتنمية حب العلم والمعرفة لذا يتم التشديد على الاهتمام بالتربية والتعليم من خلال المتحف بإبراز مجموعاته من الممتلكات الثقافية أمام زوار المتحف من الأطفال والتلاميذ، إذ إن إتاحة الفرصة لهؤلاء بزيارة المتحف والتجول فيه من شأنها أن تنمي لديهم حب العلم والمعرفة وتحثهم على العمل والإبداع.‏ وقد أدرك المربون هذا الأمر لذا فإنهم يحرصون على مرافقة أطفالهم وتلاميذهم إلى المتحف ليتيحوا لهم فرصة التأمل بعمق والتفكير بحرية والاستنتاج برغبة ودقة، والقيام بكل ما من شأنه أن يساعدهم على حسن تكوين شخصياتهم وتنمية طاقاتهم الفكرية وتنمية الحس الجمالي والذوق الفني والوعي الحضاري لديهم وتكشف طاقاتهم وتنمية ميولهم وهواياتهم وتثير لديهم حب التخصص والرغبة في القيام بمحاولات الابتكار والإبداع، كذلك تسهم في زيادة معلوماتهم التاريخية والجغرافية والعلمية والفنية والأدبية.‏

إن وظيفة المتحف لا تقتصر على الإسهام في تعليم كل من الطفل والتلميذ والطالب فحسب، بل إنه يسهم أيضا في مساعدة القائمين على العمل التربوي كالمعلمين والموجهين التربويين إذ إنها تسهم في تعميقهم في اختصاصاتهم وتمكنهم من القيام ببحوثهم ودراستهم المختلفة. وقد حرص أمناء المتاحف في عصرنا الحديث على تأسيس ما يعرف بالدائرة التربوية وشرعت معظم متاحف العالم بتأسيس هذه الدائرة التي أخذت على عاتقها القيام بكل النشاطات التربوية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، وقامت بالتعاون والتنسيق مع مختلف الهيئات التعليمية والمؤسسات التربوية من أجل تحقيق ما يصبو إليه المتحف من القيام بوظيفته كمؤسسة تعليمية ثقافية وتربوية من شأنها أن تسهم في تطوير التربية وطرق التعليم وتحقيق أهداف المربين، وعلى هذا الأساس ظهر المرشدون والمرشدات في المتاحف الذين يكلفون بمهمة مرافقة الزوار إلى المتحف ولاسيما الأطفال والتلاميذ للتحدث معهم في مختلف المواضيع بطريقة تربوية حديثة تمكنهم من الاستماع لآرائهم وأفكارهم واهتماماتهم وانطباعاتهم ومشاريعهم.

ويعتبر المتحف من الوسائل التعليمية‏ حيث إن الطرق التربوية الحديثة تعتمد على الوسائل التعليمية المختلفة كالأجهزة الكهربائية مثل التلفزيون والفيديو والحاسوب والدياسكوب والفانوس السحري والسبورة الضوئية واللوحات والمصورات وغيرها من الوسائل التعليمية المتطورة، ويعتمد نجاح المدرس على أهمية هذه الوسائل ومدى توافرها، فنقصها يؤثر على نجاح المعلمين والمدرسين في تنفيذ مهامهم التربوية والتعليمية؛ لأن ما يسمع ويشاهد ويقرأ ويجرب أثناء إلقائه للدرس النظري أو العملي يسهم إلى حد كبير في مساعدة المتلقين على التعليم بشكل أفضل، ورغم ذلك يجد المعلم أحيانا صعوبة كبيرة في إيجاد وسائل ضرورية لإيضاح الدروس لطلابه، فإذا كانت لديه صورة للأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان القديم فإنه لا يمتلك هذه الأدوات، مما يجعل الطلاب يتساءلون عن شكل الأدوات ولونها والمواد التي صنعت منها وغير ذلك من التساؤلات العديدة، وما يقال عن الأدوات الحجرية ينطبق على المخطوطات والمنحوتات والرسوم وغيرها من الوثائق المختلفة مما يجعل المتحف يتميز عن المدرسة بملكيته لهذه الوسائل التعليمية، لذا فإن الوثائق المحفوظة في المتحف على اختلاف أنواعها تعتبر وثائق تاريخية وحضارية ووسائل تعليمية نادرة ومهمة في مختلفة الدراسات التاريخية والاجتماعية والثقافية، فهي مصدر لمعلومات غير محددة من شأنها أن تفيد الطالب وحتى الباحث وتوحي له بأفكار ونظريات جديدة وتعوده على حب البحث العلمي واعتياده على فضل المصادر والمراجع والوثائق في بحوثه ودراساته.‏

وعلى الرغم من وجود عدة أوجه للتشابه بين المتحف والمدرسة باعتبارهما مؤسستين تعليميتين تربويتين فإن هنالك جملة من الفروق بين هاتين المؤسستين:‏ إذا كان لكل مدرسة شروط خاصة تتعلق بقبول الطلاب والتلاميذ كالسن والشهادة والعلامة، فإن المتحف يعد مركزا ثقافيا تربويا يفتح أبوابه للجميع دون شروط وإذا كان التعليم يتم في المدارس بقاعات محددة، فإن التعليم في المتاحف يسمح بالتجوال والتنقل والحوار مما يتيح للطلاب والتلاميذ الشعور بحرية التفكير والتأمل.‏

وإذا كان الأطفال والتلاميذ في المدارس يسمعون تاريخ المشاهير الأشخاص وأشهر الحضارات فإنهم في المتحف يشاهدون صور هؤلاء الأشخاص وبقايا الحضارات، وإذا كان المدرس يعتمد على تلقين طلابه ما يريد فإن المتحف تترك ممتلكاته تتحدث عن نفسها بلغة الفن والإبداع بشكل كبير يثير الاهتمام وينشط الذاكرة.‏ وتسهم المتاحف في تعميم الثقافة ونشر المعرفة وتنمية الخبرة العلمية وتزيد من المعلومات لدى الزائرين وتوسع من آفاق اطلاعهم وتفتح أمامهم آفاقا جديدة للمعرفة بأقل الوقت وبأسهل الطرق، وهي كذلك من أهم الوسائل المفيدة في تنمية طاقات الإنسان وحرية تفكيره وعمق تأمله ودقة ملاحظاته مما يساعد الإنسان على اكتشاف نظريات وآراء ومفاهيم فكرية، كما أنها تسهم في صياغة الأفكار الإنسانية وتفيد الإحصائيات بوجود 132 متحفا في المملكة العربية السعودية، منها 85 متحفا فرديا، و20 متحفا أثريا، حيث بلغ عدد متاحف الآثار 20 متحفا، بنسبة 15.2 في المائة، و85 متحفا خاصا، بنسبة 64.4 في المائة، ويوجد عدد 4 متاحف تعليمية، بنسبة 3 في المائة، و4 متاحف عسكرية، بنسبة 3 في المائة، وفيما يخص المتاحف المتخصصة فقد بلغ عددها 7 متاحف، بنسبة 5.3 في المائة.

ومن منبر جريدة الجزيرة أوجه نداء عاجلا لجميع المدارس الحكومية والأهلية بضرورة زيارة طلابها لتلك المتاحف والاستفادة العظيمة منها بهدف زيادة المعرفة والاطلاع والتعلم.

 

المتاحف وسيلة تعليمية وتثقيفية وعلمية بادروا بزيارتها
وسيلة محمود الحلبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة