بلدة غسله بالقرائن حرسها الله، منذ تأسيس هذه الدولة المباركة وتعاقب قادتها من المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى عصرنا الحاضر على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأبقاه على طاعته وهذه البلدة تعيش نهضة عمرانية حديثة، وهي تتوثب وتتقدم من حسن إلى أحسن، حالها حال النهضة التي تعيشها مدننا ومحافظاتنا في مملكتنا الحبيبة.
ولقد منّ الله على بلدة غسله بالقرائن بأسرة مباركة جمعت بين الدين والدنيا، وسار بذكرها الركبان في الشرف وحبها للخير وللبلدة و لأهلها، وخرج من هذه الأسرة المباركة رجل همام هو الأستاذ الفاضل البار بوالديه وأسرته وقرباته وأهل بلدته وبلدته خاصة (عمر بن سعود البليهد).
كتب الله على يديه الخير وساهم في رقي بلدته في جميع نواحي التقدم الصحية والاجتماعية ودور التحفيظ والمعهد التعليم للحاسب.
وبعد أن أفاض الله عليه المال وبارك الله فيه ونما، تبين لهذا الرجل المبارك وعرف أن الدنيا زائلة ولا يبقى إلا الذكر الحسن والعمل الصالح، علم علماً يقينياً أن المال في يديه وليس في قلبه فأخذ المال ليصرفه في وجوه البر والإحسان ويقول بالمال هكذا وهكذا بما يقربه إلى الله سبحانه.
وعلم وأدرك أن هذا المال إذا بذل في حياته الدنيوية فهو له ورصيد له في آخرته، وما تركه من مال بعد فراقه لهذه الدنيا فهو تاركه لورثته.
رجل اتسم بسماحة النفس وسخاوة اليد ولين الجانب والتواضع، كريم الطبع حسن الصحبة والسجايا، يغلب نفسه قوي العزيمة في البذل والعطاء.
رمز البر لوالدته وبلدته وأهلها، والشواهد للأعمال التي بذلها لبلدته شاهدة له بذلك، بل إن شاهد الفعل والبصر أبلغ وأعظم من شاهد القيل والمقال.
ومن تلك الشواهد وتلك الصروح التي بناها في بلدته وعلى نفقته الخاصة، شاهدة للبر ببلدته منذ ما يقارب العقدين الماضيين وبأهلها وهي شواهد رأيناها وما خفي علينا قد يكون أبلغ وأعظم له عند الله.
فهذا الرجل المبارك قد فتح أرصدته وماله للإنفاق على ما تحتاجه بلدته ومن ضمن أوائل مشاريعه ترميمه للمدرسة الابتدائية القديمة بغسله، وهي تعد من أقدم المدارس في منطقة الوشم حيث جاوز عمرها الـ(60) عاماً، وكذلك تكفله بإنشاء دور تحفيظ نسائية مع الوقف التابع لها.
وكذلك الصرح الطبي المتميز والذي أقامه في قلب البلدة، والذي يعد طرازاً فريداً في البناء، ويعد من الصروح الطبية المتميزة لمراكز الرعاية الصحية الأولية والتي أجزم أنه لا يناظره مثيلاً في المنطقة بل وفي مملكتنا الحبيبة.
ويتواصل بر هذا الرجل المبارك بإقامة صرح شامخ ورمز من رموز الشواهد في المنطقة وتحفة معمارية وفن من فنون البناء الإسلامي الفريد، بإقامة مسجد جامع القرائن بغسله على نفقته الخاصة والذي يعد بناؤه فناً من فنون العمارة الأندلسية، مع مرافقة الخاصة ووقف تابع له والذي افتتح بصلاة الجمعة في الخامس والعشرين من شهر شعبان لهذا العام.
ولا يتوقف عطاء هذا الرجل في بلدته بل امتد عطاؤه وخيره إلى منطقة الوشم بأكملها، حيث تم إنشاء مؤسسته الخيرية ليكون ريعها للمنطقة ونفعها للقاصي والداني في شتى أعمال البر ووجوه الإحسان، إضافة إلى ما تقدمه المؤسسة الخيرية من مشاريع خدمية واجتماعية وتعليمية.
ولا يزال عطاء هذا الرجل المبارك يقدم الخير لبلدته، ولا يتوانى بأي مشروع ينفع بلدته وأهلها في المساهمة فيها.
فنسأل الله عز وجل أن يكتب له الأجر والمثوبة والإخلاص في عمله وسره وعلانيته، وأن يضاعف له لأجر أضعافاً مضاعفة وأن يخلف عليه المال أضعافاً مضاعفة جزاء ما قدمه من أعمال جليلة، وأن يضاعف له الجزاء والثواب لما قدمه لبيت من بيوت الله وما قدمه وسوف يقدمه من مشاريع خدمية واجتماعية تنفع بلدته وأهل بلدته وتنفعه عند لقاء ربه بتلك النفقات بقصور في الجنة ودرجات عالية عند لقاء ربه.
وأسأل الله أن يجعل عمله خالصاً لوجهه وأن يبارك في ماله وعمره ووالدته وإخوانه وأولاده.. ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- القرائن - غسله