رحم الله الدكتور محمد عبده يماني.. الرجل الذي أعتقد أن الجميع أحبه داخل المملكة وكل من عرفه من خارج المملكة.
رجلٌ تعلو السماحة وجهه، يهب لمساعدة كل من يحتاج للمساعدة سواء أكان يعرفه أو لا يعرفه، ثمان سنوات عمل وزيراً للإعلام، فلم يُغضب الجميع، وأرضى كل من تعامل معه بالوزارة. في اجتماعات مجلس الوزراء كان يدافع عن الزملاء الصحفيين عندما يشتكي بعض الوزراء من مقالات الصحفيين التي تتحدث عن قصور في عمل تلك الوزارة.
يحضر لمباني الصحف السعودية، ويتحدث مع الصحفيين كواحد منهم بحبٍ وبتواضع وبأدب جم، فيشعرك بأنك الوزير وهو الصحفي، متواضع إلى درجة تشعرك فيها بالخجل، وأنت تعلم من هو، فالرجل عالم جيلوجيا، وعالم محتسب في الشريعة والفقه، فوق كل ذلك أديب كتب باللغتين العربية والإنجليزية وأجاد، وقبل ذلك أستاذ أكاديمي نفع بعلمه جامعتين هما باكورتي التعليم الجامعي في بلادنا، جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وحاضر في المدارس العسكرية ثم في كليتي الملك عبدالعزيز الحربية وكلية القيادة والأركان، وإداري محنك فقد عمل وكيلاً لوزارة المعارف للشؤون الفنية ثم وكيلاً لجامعة الملك عبدالعزيز ثم مديراً لها.
هذا الرجل الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التي تنوعت بين الأدب والعلوم، وأدب الدعوة إن صح التعبير، فقد تابع نشاط المسلمين الأمريكيين السود، والإسلام في إفريقيا، وكشف حقيقة البهائيين.
إلى كل هذا اهتم الراحل بأبنائه الرياضيين، فكان حكيم رياضيو مكة المكرمة وابنها البار، فكان يرعى بحكمته نادي الوحدة الرياضي، فمثّل الرياضيين في العاصمة المقدسة، وظل يرأس مجلس الشرف في النادي المكاوي حتى وفاته -رحمه الله-.
أبو ياسر، الدكتور محمد عبده يماني، ستظل أجيال الإعلاميين والصحفيين تتذكره، والعاملون في الدعوة، والإعلاميون والجيولوجيون وكل من درس واستفاد من علمه.
رحم الله هذا الرجل الذي فقدناه، ونبتهل الله في هذه الأيام الفضيلة أن يتغمده برحمته ويدخله جنانه وأن يلهم أهله وذويه وأصدقاءه وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.