تتوافد هذه الأيام الجموع المؤمنة.. متجهة نحو أقدس بقعة.. ملبية النداء (لبيك اللهم لبيك) وهل هناك أجمل وأروع وأفضل.. من أن تقول لخالقك (لبيك) مجيباً هذا النداء.. متجهاً لأقدس بقعة.. لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
أنت متجه إلى (البيت).. كل ما تملكه.. هو إخلاص التوحيد لله تعالى (لا إله إلا الله)..
أنت متجه نحو ربك.. مخلص لعبادة الله تعالى وحده (لبيك اللهم لبيك.. لا شريك لك لبيك) فالحج نعمة عظيمة.. ومكسب كبير.. ونجاح وفلاح لمن وفقه الله للفلاح.
ونحن أيضاً.. نعايش أياماً هي أفضل أيام السنة على الإطلاق.. إنها أيام عشر ذي الحجة.. أيام اجتمعت فيها فضائل الأعمال من صلاة أو حج وصيام وذكر وصدقة وسائر الأعمال الصالحة.. ولعل من أفضلها وأسهلها على الإنسان.. الذكر والتحميد والتكبير.. هي أمور سهلة ميسورة بسيطة.. ولكنها في الميزان ثقيلة جداً.. فهل ندرك ذلك؟
حجاج بيت الله الحرام.. يتجهون نحو المشاعر المقدسة مكبرين ملبين.. قلوبهم كلها.. لا تحمل.. إلا التحميد والتكبير والذكر..
نسيت الدنيا وزخرفتها وما فيها.. واتجهت لربها جلت قدرته.. ملبية مكبرة ذاكرة لله تعالى..
هذه الحشود المؤمنة.. جاءت إلى المشاعر المقدسة.. وليس في ذاكرتها.. غير الإيمان والذكر وطاعة الله..
ونحن نحمد الله تعالى.. أن سخر هذه البلاد المباركة.. بلادنا.. بلاد القداسة والمقدسات.. سخرها الله ومنَّ الله عليها بخدمة الحرمين الشريفين.. وخدمة البقاع المقدسة.. وخدمة حجاج بيت الله الحرام.. وهذا فضل من الله.. ومنة عظيمة نحمد الله تعالى عليه..
ونحمد الله تعالى أيضاً.. أن مكَّن قيادة هذا البلد.. للقيام بهذه المسؤولية الجسيمة خير قيام.. حيث اتصلت كل المشاعر المقدسة بعشرات المشاريع الكبرى.. التي شيدت من أجل حجاج بيت الله الحرام.
سُخرت هذه المشاريع العملاقة من أجل أن يتمكن حجاج بيت الله الحرام من أداء هذا النسك بيسر وسهولة.. ودون أن يواجههم أي عائق.
كل قطاعات الدولة.. استقرت في المشاعر منذ أشهر.. لتقدم أفضل وأرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام..
قطاعات الدولة كلها.. تتسابق من أجل هذه المهمة الجليلة.. وبالفعل.. يشعر كل حاج.. وكل زائر.. وكل معتمر.. أن كل شيء ميسور سهل أمامه..
يشعر حجاج بيت الله الحرام أن الحج.. أصبح بفضل الله سهلاً للغاية.. نتيجة توفر هذه الخدمات.. وهذه المشاريع العملاقة..
فنظرة بسيطة إلى ما تحقق في الجمرات أو في المسعى (فقط) من مشاريع عملاقة.. كلفت مليارات الريالات.. يعكس لنا.. ما تحقق في هذه المشاعر المقدسة.. من نجاحات لا توصف..
نسأل الله تعالى.. أن يتقبل من الجميع.. ونقول لهم كلهم: حج مبرور وسعي مشكور إن شاء الله..