من الذين توقفت عند خبر موته.., ليس لأنه عصي على الموت فالإنس والجن يموتون ولا يبقى إلا وجه الله تعالى..,
غير أنني استرجعت الرجل الطيب سيرةً وعملاً، أكاديمياً وقيادياً،.. وفي أدواره جميعها...
الرجل الطيب دمث الخلق سامي الصفات، نبيل الموقف..
من يعطي الناس أقدارها، ويقف للحق أبيضَ...لا يتلجلج في أنملة ولو على نفسه..
أخي العزيز معالي الدكتور محمد عبده يماني،..
في ذاكرتي عنه أشياء جميلة، ما تعلق منها بكتابة المرأة، أو فرص عملها في جهازي التلفاز والإذاعة، فمن عملت في تلك الفترة معه حين ترؤسه مقعد وزارتها، تعطيه من الشهادة دعمه، حين كان للمرأة أن تثبت حضورها إعداداً وتقديماً ومثولاً،..
وبالمثل حيث تستقر كلمتها وإن جاءت في أذنه لا أتذكر أنه صد أو تراجع عن الإجابة..،
في حين ما كان ليعني أحد ممن تعامل معه، سوى أن يجد الموقف..،
ويكون هو رجل الموقف...
وكان محمد عبده يماني مضطلعاً بالدور، أميناً على القول والتوقيع..،
خاض مثل كل الخائضين تيارات التطوير، وأخذ بأزمة قناعاته، وفي كلها هو الرجل المؤمن الصبور، الدمث الهادئ الوقور،...
ويبقى لمن احتك به مباشرة أن يقول، ولا أحسب أن ما سيقوله فيه غير الذي بلغنا، وتركه في الذاكرة...
محمد عبده يماني، الوزير والمدير والإعلامي ورجل الأعمال والكاتب هو محب للخير فعال في مساربه ومساراته، يشد خطام إبله حيث ينيخها عند بوابات العطاء فيه صامتاً، ساعياً في ركابه..،
وهو محب كبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حبه لله تعالى، من الذين يدعون لتربية الصغار وناشئة المسلمين على محبة هذا الرسول العظيم والاقتداء به قولاً وفعلاً، عليه أفضل الصلاة والسلام، فأورثته هذه المحبة، وورَّث عنها الصفاء وطهر القلب..
موته مؤلم، وفقده أشد إيلاماً، وغيابه ذو فراغ.. لكنها سنة الله في خلقه و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
عزائي لزوجه العزيزة مريم كامل وأسرته، ولعبدالله ابنه العزيز وإخوته وأخواته، ولأخي العزيز معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، ولكل محبيه وأصدقائه..فمحمد عبده يماني صفحة مشرقة في تاريخ الوطن لن تغلق أبداً..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} والحمد لله رب العالمين.