مع كل التحذيرات التي تطلقها الجهات المعنية للمواطنين بخصوص شركات توظيف الأموال، إلا أننا نشهد كل فترة ظهور أخطبوط جديد، يلتفُّ بأذرعته على تحويشات عُمْر مجموعة من السذج الذين يحلمون يائسين، بأن تتحول آلافهم المحدودة الى عشرات أو مئات الآلاف، وبعدما تقع الفأس على رؤوس هؤلاء المساكين، تجدهم يستنجدون بالجهات الرسمية لتعيد اليهم رؤوس أموالهم على الأقل.
وبمراجعة للقضايا المثارة حول مثل هذه الشركات نجد أن هناك عمليات نصب منظمة في جدة وفي القصيم وخميس مشيط وأبها وفي الدمام، يعني لم تسلم منطقة من هذا السرطان الاحتيالي الذي يحدث في وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع الأجهزة الحكومية، وسوف لن تكون نهاية لهذه الظاهرة، إن لم تتدخل جهات رسمية مثل مؤسسة النقد ومجلس الغرف السعودية ووزارة العدل ووزارة التجارة ووزارة المالية، لوضع آلية تنظم هذا النوع من الاستثمارات، وتضع له الشروط الصارمة الملائمة، بحيث تحصل الشركة على التراخيص الرسمية التي تضعها تحت المراقبة خطوة بخطوة، لكيلا يتفاجأ المستثمرون البسطاء، بأن هذه الشركة قد « حطت بشتها على كتفها وتوكلت على الله « ! دون أن يعرف أحد كيف جاءت وكيف رحلت.
إن المناظر الحزينة التي شاهدناها في الصحف للناس وهم يتدافعون حتى الاختناق في « تفليسة الأجهوري «، تجعلنا نتمنى ألا يقع أحد في ما وقعوا فيه، وهم أصلاً لم يقعوا فيه إلا لأن سوق الأسهم لهطتهم من جهة، وفوائد البنوك من جهة اخرى.