هكذا عوّدنا عبد الله بن عبد العزيز، يحمل مشاعل الشفافية وقناديل الوضوح حتى في مرضه، وحتى حين تكون حالته الصحية تستدعي الإفصاح عنها، فيعرّف بذلك شعبه - ضمن تقاليده في التعامل مع مواطنيه - بكل التفاصيل التي تهمه عن كل وضع يدخل ضمن اهتماماته ومتابعاته، وبالتالي فقد دأب على عدم إخفاء ما يرى أهمية أن يُطلع مواطنيه عليه، سواء على المستوى الشخصي، أو كان ذلك مما له مساس بالوطن.
***
وأمس حين أعلن الديوان الملكي عن أن خادم الحرمين الشريفين يعاني من وعكة صحية ألمَّت به في الظهر، إنما كان بذلك يترجم فلسفة الملك عبد الله وأسلوبه المتميز في الشفافية والتعاطي مع الشعب الذي أحبه وقدره، بوصفه قائداً تاريخياً إثر ما بلغته إنجازاته وإصلاحاته من تنوع وقيمة إضافية في كل مجال.
***
وبالتأكيد، فإن خبر تعرضه - حفظه الله - لانزلاق غضروفي، ما اضطره إلى الراحة بناء على نصيحة الأطباء، ومن ثم الإعلان عن ذلك، إنما يمثل منهجاً في الشفافية استنه هذا القائد العظيم، ومبدأ التزم به الملك القائد في التعامل القائم بينه وبين أبنائه وبناته من شعب المملكة.
***
وبقدر تأثر أفراد هذا الشعب، بكل أجناسه وأعماره وشرائحه بما أعلن عن تعرضه لوعكة صحية، فإن دعواتهم في هذه الأيام المباركة عطفاً على محبتهم له، ستتواصل إلى أن يتعافى - بمشيئة الله - وينهي فترة الراحة التي سيخلد إليها استجابة لنصائح الأطباء.
***
ولا يمكن أن يكون التفاعل مع خبر الوعكة الصحية التي تعرض لها خادم الحرمين الشريفين بغير هذه الصورة من الاهتمام والمتابعة والدعاء لزعيم فتح المجال أمام الابتعاث لعشرات الآلاف من الطلاب والطالبات للدراسة بالخارج، وتأسيس عشرين جامعة جديدة، وبناء المدن الاقتصادية وأسواق المال، وتوسعة الحرمين الشريفين، وتطوير القضاء، وفتح المجال للصحافة كي تمارس دورها وتؤدي رسالتها بمساحة أكبر من الحرية، فضلاً عن الحوار في الداخل، ومع الآخر في الخارج، مع الاهتمام بكل ما يوفر الرفاهية والخير للمواطنين، وغير ذلك الشيء الكثير.
***
فيا أبا متعب، أنت في وجدان كل مواطن ومواطنة، وأنت ضمير هذا الشعب، وقدوة القادة العرب، مَن إذا تحدثت أصغى الجميع لك، ليستلهم من حكمتك ودرايتك ورأيك ما يضيء له الطريق، فخذ راحتك - أيها الغالي - كما نصحك بها الأطباء، مع دعوات من الجميع بأن يحفظك الله ويمتعك بالصحة والعافية، إنه على كل شيء قدير.