|
الجزيرة - عبد الله الباتلي
منذ عام 1833 م ظلت دار جيجر لوكولتر في طليعة الدور السويسرية المصنّعة للساعات، وتقع هذه الدار في أحضان وادي فالي دو جو الأسطوري، مهد صناعة الساعات الراقية وقد تغذت من ثقافة كوكبة من المخترعين حملت هذه الشركة العائلية التي أسسها «أنطوان لوكولت» إلى الاعتراف العالمي بها على امتداد 177 عاماً من تاريخها. تحتضن الدار عدداً من المهارات الفريدة والحرف الفذّة تحت ذات السقف حيث تواصل إنتاج الساعات التي تتميز بطابع مبتكر، أنيق ورفيع. منذ تصميم الحركة الميكانيكية الأصغر في العالم إلى طراز ريفرسو بعلبته الدوارة، أصبحت جيجر لوكولتر من الشركات النادرة التي تتمتع برؤية وشغف لقياس الوقت. مع افتتاح البوتيك الأول في المملكة العربية السعودية، كان للجزيرة هذا التواصل الخاص مع انطلاقة (جيجر لوكولتر) في المملكة من خلال الالتقاء بالسيد جيروم فيفييه - مدير المبيعات والتسويق للشركة، للحديث عن هذا الاسم الراقي وتطلعاته الاستثمارية من خلال دخول السوق السعودية بعد هذا الوقت الطويل.
لماذا تأخر دخولكم السوق السعودية حتى الآن على الرغم من مرور 177 سنة على نشأة (جيجر لوكولتر)؟
فعلاً هذا البوتيك هو أول بوتيك ل (جيجر لوكولتر) في المملكة العربية السعودية، لقد قررنا تسجيل حضورنا في هذا الوقت بالذات لسببين؛ أولهما ، أننا وجدنا شريكاً مميزاً يتمثل في شركة بلاتنيوم ساندز، وهي شركة ذات معرفة تامة وواسعة بمجال الصناعة الدقيقة للساعات اليدوية كما أن الموقع الذي اخترناه هنا للبوتيك بشارع التحلية يعتبر من أميز المواقع بالرياض، والسبب الثاني هو أن النسبة الغالبة من الناس الذين يعيشون في المملكة الآن أصبحوا جاهزين للترحيب بنوعية الساعات التي تقدمها (جيجر لوكولتر) وتقدير تميزها وجودتها العالية، لقد تواصلنا مع مجموعة من العملاء السعوديين خارج المملكة مما جعلنا نرغب بشدة بالقدوم إليهم هنا لخدمتهم في موقعهم.
ما توقعاتكم لنجاح منتجاتكم في المملكة مع الأخذ في الاعتبار أن السوق السعودية بها ماركات منافسة أكثر شهرة وأكبر خبرة؟
أولاً، حينما نتحدث عن الدقة في صناعة الساعات اليدوية فإننا نتحدث عن (عاطفة)؛ ونحن لا نتعامل مع العميل على أنه مجرد عميل؛ بل نتعامل معه بعاطفة كذلك، ونحاول جهدنا إيصال هذه النقطة إليه، وهي أننا نصنع ساعاتنا بحب وعاطفة لتخرج بهذه التقنيات والتصاميم المبهرة، ولدينا الأدوات الملائمة للدخول إلى السوق من خلال خبرتنا وجودة ما نقدمه ولذلك أقدمنا على الدخول إلى السوق والمنافسة، لأنه متى أتيحت لنا الفرصة لعرض ما لدينا على محبي هذا الفن الجميل في المملكة، لا شك أننا سنجد قبولاً كبيرا.
ما تصنيفكم لأنفسكم مقارنة ببقية الماركات العالمية في صناعة الساعات؟
هناك العديد من ماركات الساعات المميزة ليس في المملكة فقط ولكن حول العالم، وموقعنا باختصار يتبين من خلال أن (جيجر لوكولتر) تقدم المزيد من القيمة الجوهرية في منتجاتها، مع العلم أننا (مصنعون) وهذا يحفزنا للقدوم هنا والقول إننا صناع ساعات يدوية مميزة، حقيقيون في هذا المجال منذ عام 1833م، وهو أمر صعب للغاية. أسماء مصممي ومصنعي الساعات كثيرة، ولكن الحقيقي والمميز منهم قليل، ولذلك لدينا أكثر من 1200 موظف يعملون في نفس موقع المصنع القديم في وادي (فالي دو جو)، بدأنا في ذلك المكان منذ عام 1833م ولم نتوقف حتى الآن، ابتدعنا أكثر من 1000 حركة منذ البداية وحتى الآن، وهذا الأمر يعد علامة فارقة بيننا وبين منافسينا في السوق، الأمر الآخر أن (جيجر لوكولتر) تعتبر الأكثر ابتكاراً حالياً في مجال صناعة الساعات اليدوية الدقيقة، والأمر ذاته بخصوص الابتكار التقني فأنا لا أتحدث عن جانب التصميم الشكلي فقط، ولكننا الأفضل والأكثر ابتكاراً شكلاً ومضموناً حول العالم، ودائماً عندما نتحدث عن الاحترافية والدقة في تصميم الساعات اليدوية، نتحدث عن العاطفة وعن المعرفة نتحدث عن النضج، ونتمنى أن وجودنا في هذا المكان يساعدنا على إيصال هذه الحقائق إلى العملاء، وعودة إلى سؤالك أؤكد لك أن هذين الأمرين (القيمة الجوهرية والأميز ابتكاراً كتصاميم خارجية وتقنية داخلية) تجعل الكفة لا محالة تميل لصالحنا.
ما مدى شهرة منتجاتكم في منطقة الخليج العربي بشكل عام؟
الحقيقة لدينا (5) فروع في منطقة الخليج العربي حالياً؛ فرعان في دبي، وفرع في أبو ظبي، وفرع في الكويت، والفرع الأحدث هنا في الرياض.
هل لديكم نية أو جدول زمني للتوسع داخل المملكة بعد افتتاح هذا الفرع بالرياض؟
خطوتنا الآتية ستكون افتتاح فرع آخر ل(جيجر لوكولتر) في مدينة جدة، وهذا هو المأمول خصوصاً بعد الترحاب الكبير الذي وجدناه هنا في الرياض من السعودية وشعبها، وهذا يجعلنا نفخر بالوجود هنا ويدعونا لتوسيع دائرة فروعنا في السوق السعودية من خلال الفرع القادم في جدة، ودعنا نقول إن هذه الخطوة ستكون بعد سنة إلى سنة ونصف من الآن.
خلال السنوات الماضية انتشرت ظاهرة البضائع المقلدة في الأسواق العالمية وكانت هاجساً كبيراً خصوصاً للماركات العالمية، هل ترى أن هذا قد يؤثر على (جيجر لوكولتر)؟
ماركتنا معروفة جداً، لطبقات خاصة بالتأكيد، ولكنها معروفة جداً، ولكننا لا نعاني بخصوص التقليد، وذلك لسبب بسيط جداً؛ عندما تكون في منافسة لصنع أدق الساعات حول العالم ستعلم لمَ يكون تقليد ساعات (جيجر لوكولتر) صعباً جداً، ولذلك فإن محاولة تقليد ساعاتنا يكلف الكثير من المال، كما أنه من المكلف جداً محاولة إنتاج تقليد جيد ومتوافق مع ساعاتنا حتى على صعيد التصميم، فما بالك بالجوانب التقنية والمميزات الحقيقية، ساعاتنا ليست سهلة الصناعة والتقنية، وهذه حقيقة يعرفها جميع أهل المجال.
هل لديكم خطط لتوسيع دائرة أعمالكم من خلال إنشاء مصنع لساعاتكم هنا في المنطقة؟
ليست لدينا خطة لنقل صناعة ساعاتنا خارج سويسرا؛ فمنذ بداية (جيجر لوكولتر) ونحن نصنع مكونات ساعاتنا في نفس الموقع في وادي (فالي دو جو)؛ فقصتنا بدأت هناك، ومعرفتنا وعلومنا التفصيلية حول صناعة الساعات اليدوية هناك، ولذلك فقد قمنا بفتح أبوابنا لاستقبال الناس للتعرف على ما توصلنا إليه من تقنيات، والناس تفد إلينا من كل أنحاء المعمورة نظراً لما تمثله ساعاتنا من قيمة عالية لديهم.أحب أن أقول إن المبنى القديم الذي حوى أولى محاولات صناعة ساعات (جيجر لوكولتر) مازال قائماً وبنفس تصميمه القديم، وقمنا بإحاطته بالمباني الحديثة؛ فهو جزء من تاريخنا ولكي نعرف الفارق بين الماضي والحاضر ولكي يستمر فخر الأجيال بهذه المنشأة الضاربة في القدم والممتلئة خبرة عبر أكثر من 177 عاماً.
أطلقت (جيجر لوكولتر) مؤخراً برنامجاً خاصاً بأجهزة الآي فون لتعليم مبادئ تصميم الساعات اليدوية. هل لك أن تحدثنا عن هذه الفكرة الرائعة؟
هذا صحيح، وهل تعلم أن لدينا دورة متخصصة في تعليم (صناعة الساعات) والمتخرج منها يحصل على دبلوم، ومنذ أن بدأنا هذا المشروع أصبح عدد طلبات الالتحاق يزداد بشكل كبير، ففكرنا في إطلاق هذا التطبيق الجميل والمفيد على أجهزة الآي فون، والآن أطلقناه على أجهزة الآي باد، ويمكن للجميع تحميله وتعلم كيفية النقش والصقل وبقية مهارات صناعة الساعات اليدوية، والسبب في اهتمامنا بهذا الجانب التعليمي هو ما ذكرت لك بالبداية من أن عملنا بالساعات اليدوية يتعلق بالعاطفة في الصنع والتصميم، ولهذا يجب عليك بذل الوقت والجهد والتفكير من أجل الخروج بما يرضيك من نتائج.