كلفت أثناء عملي في وزارة الإعلام، بمتابعة بعض أنشطة الملك «خالد بن عبدالعزيز» (رحمه الله) في بعض المناسبات داخل المملكة وخارجها، ولي معه مواقف إعلامية، بعضها رويتُه في كتابي: (أتذكر) وبعضها الآخر طرحته بين أيدي القراء في كتابي: (قراءة في فكر الملك خالد بن عبدالعزيز: نماذج منظورة) الذي لم يطرح للبيع في المكتبات العامة، وقررت إهداءه لكل من يطلبه، وفاء مني للرجل الذي عرف بإنسانيته، وصفاء قلبه، ونقاء سريرته.
وصف معالي السيد «أحمد عبدالوهاب نائب الحرم» (الرئيس السابق للمراسم الملكية) السنوات السبع التي أمضاها الملك خالد في إدارة أمور الدولة والمواطنين، بأنها «سبع سنوات خضر يانعات» فقد تمخض عهده، عن طائفة من برامج التطوير، وفعّلت بحشد الدولة مواردها، لإحداث نقلة نوعية في حياة المجتمع السعودي، وهذا هو الطريق الصحيح للقضاء على ما تبقى من عوامل التأخر، والانطلاق نحو مجتمع العلم والمعرفة، وتأسيس مجتمع أهلي (مدني) لإنضاج التراكمات الإصلاحية، وسن أنظمة تحد من بقاء الفرد السعودي وراء الأسوار، وتمكنه من تفعيل نشاطه، وهو يواجه تحديات داخلية وخارجية.
الملك خالد بن عبدالعزيز خطا بالمجتمع السعودي خطوات إلى الأمام، وسجل عهده تراكماً عملياً أرسى ما هو قائم آنذاك، وأضاف عليه ما تطلبه عصره، ومما ليس له بديل إلا أن يستمر فيه، لإزالة عدد من المعوقات، حيث هبت رياح التحول الاجتماعي نحو الأفضل والأحسن، وحمى المجتمع السعودي، من خوض معارك جانبية، أو دولية، بتعامل جدي مع التنمية الاجتماعية.
توخى «معرض الملك خالد» أن يعرف الجيل الناشئ، منجزات زعيمه، والبصمات التي تركها في حياة الناس، وهو الزعيم الذي عرف بإسهامه في صناعة التغير الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، السعودي، الذي حوّل المجتمع إلى الصعود، وتفعيل سلطة الأنظمة (القوانين) تكريساً لمن أتى قبله، وتمهيداً لمن أتى بعده (فهد، وعبدالله) وكلهم ارتفعوا بمعدلات التنمية، وقضوا على القيم الاجتماعية السلبية، بالتفاف المجتمع حول نظم مقننة، وتعليمات مكتوبة، أمام الجهات المعنية بالتنمية، والأمن، والقضاء، والتعليم، والصحة، التي قادت المجتمع السعودي بشكل طبيعي ومنطقي، إلى الاستمرار في تبني مفهوم «التنمية» بوصفها هدفاً ووسيلة ناجعة، لتحجيم التخلف إلى أدنى حد ممكن.
في «معرض الملك خالد» رأى الزوار - وبخاصة جيل اليوم - نماذج من حياة ملك أجرى تحولات إصلاحية، وهيكلية، في بنية الدولة والمجتمع، استكملت فيما بعد في «عهد الملك فهد» رحمه الله، وتعززت في «عهد الملك عبدالله» حيث بدأت رياح التحول تهب من جديد.
رحم الله «خالد بن عبدالعزيز» فقد كان سمح النفس، نقي القلب، عفيف اللسان.
فاكس: 014543856
بريد إلكتروني: badr8440@yahoo.com