سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على الخبر المنشور بصحيفتكم الغراء الصادرة بالعدد (13808) وتاريخ يوم الاثنين الموافق 7-8-1431هـ تحت عنوان (الهلال الأحمر يعتمد تشغيل مركز إسعاف العزيزية بالمدينة)، وقد رأيتُ في ذلك الشيء تطوراً في جهاز الهلال الأحمر الذي يمتد بعطائه وخدماته مناطق المملكة كافة وقد أتى ذلك بناءً على حرص وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي من خلال عمله الدؤوب بتنفيذ وتشغيل أكبر عدد ممكن من المراكز في أنحاء المملكة كافة لسد مدى الحاجة المطلوبة.
ولعلي في هذا الصدد أجدها فرصة سانحة أعرض من خلالها حاجة مركز نعجان التابع لمحافظة الخرج لإنشاء مركز للهلال الأحمر السعودي الذي يضطلع بدور كبير جداً في إسعاف المصابين من جراء الحوادث المرورية والذي يهتم بإنقاذ النفس البشرية بعد الله وهي أغلى ما يمتلكه الإنسان، حيث إن مركز نعجان ذا المساحة الشاسعة والمكتظة بالسكان والعمران والمنشآت والمزارع الكبيرة وغيرها لهو في أمس الحاجة لإنشاء وتشغل مركز للهلال الأحمر ووضعه على الطريق الدولي، حيث من الأهمية بمكان أن طريق الجنوب الدولي الذي يربط وسط المملكة بجنوبها يعد من أهم الطرق الدولية والرئيسة بالمملكة، وهو بذلك يمر في وسط مركز نعجان ويخترقه ويشهد كثافة مرورية هائلة على مدار الساعة. وسكان مركز نعجان والمراكز المجاورة له يعانون معاناة شديدة في عدم توفر مركز للهلال الأحمر، الأمر الذي أدى إلى التفاقم وزيادة حالات الوفيات والإصابات جراء الحوادث المرورية، خصوصاً على طريق الجنوب الدولي الذي يشق وسط نعجان، فهنالك الكثير ممن احتاجوا إلى خدمة الهلال الأحمر الإسعافية فلم يجدوها في الوقت المناسب، وقد يفوت الأوان من دون إنقاذ الحالات الحرجة في الحوادث إلا أن يتطوع أحد الناس من الجمهور فيقوم بنقلهم إلى المستشفى وربما قد يحصل من الطرق الخاطئة عندما يتم نقل المصابين بواسطة الجمهور، حيث إن البعض ليس على دراية بالطرق الإسعافية فيكون في ذلك خطورة على المصاب، لأن عدم توفر مركز للهلال الأحمر هو الذي يجبر الجمهور للقيام بذلك لكي يساهموا -بعد مشيئة الله- في تخفيف معاناة مصابي الحوادث وإسعافهم في الوقت المناسب لأقرب مستشفى. وبالرغم من الحوادث المستمرة المميتة التي تحدث وإلا أنه يوجد مركز للهلال الأحمر بنعجان لإنقاذ تلك الحالات الخطرة، وهذا فعلاً أمر مثير للاستغراب. وخير شاهد على كلامنا ما رأيناه بأنفسنا في يوم السبت الموافق 5-8-1431هـ قرابة الساعة 9.30 مساء، وهو وقوع حادث انقلاب مركبة لعائلة مسافرة مكونة من 7 أفراد لدى مدخل نعجان على الطريق الدولي بالمقربة من جسر السيل لوادي العين، حيث توفي اثنان من أفراد العائلة وهم ملقون على الطريق بعدما خرجوا من المركبة في وقت الانقلاب وقد شوهدت فيهم أن آثار الحياة لازالت باقية إلا أن عدم توفر مركز للهلال الأحمر بنعجان كان له بالغ الأثر في الوفاة، حيث إنه لا بد في مثل تلك الحالات من سرعة الوصول بشكل قياسي لأجل عمل الإسعافات الأولية بطريقة عاجلة ونقل المصابين إلى المستشفى، حيث إن قرب موقع مركز الهلال الأحمر من الحادث مهم جداً. وذكر حادث هذه العائلة هنا ليس إلا على سبيل المثال فقط، وإنما الحوادث تقع على هذا الطريق بكثرة وبنسب عالية جداً، ونظراً لأهمية موقع مركز نعجان الإستراتيجي من ناحية نقطة التقاء عدة طرق يسلكها المسافرون من جهة العاصمة الرياض ومروراً عبر طريق الجنوب الدولي والعكس وكذلك المناطق الشرقية من المملكة ودول الخليج لمن أراد المرور بمحافظة الخرج ومن ثم مركز نعجان غرباً عبر طريق حرض، حيث يكثر المسافرون والمصطافون لبلدان جنوب المملكة ويسلكون هذا الطريق ابتداءً من طريق حرض ومن ثم محافظة الخرج ومن ثم طريق السيح نعجان حتى يلتقي طريق الجنوب الدولي مع طريق السيح لدى كبري نعجان. وإنشاء مركز للهلال الأحمر الذي يقوم بخدمة المسافرين وخدمة مركز نعجان في الوقت نفسه يختصر المسافة بشكل قياسي لحظة وصول سيارات الإسعاف للمصابين في الحوادث المرورية على طريق الجنوب الدولي الذي يمر بمركز نعجان، وغير ذلك من الخدمات الإسعافية الأخرى الطارئة والسريعة التي يقدمها مركز الهلال الأحمر للمواطنين في الظروف العادية ووقت الكوارث، من خلال نقل المرضى وإنقاذ أرواح المصابين في الحوادث والغرق والإنعاش ومباشرة حالات التسمم والحروق والكسور والرضوض والكهرباء والسكتات وغيرها الكثير. ونلتمس بموجب ما تقدم القرار والأمر الصائب من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي بالموافقة على إنشاء وتشغيل مركز للهلال الأحمر في مركز نعجان لخدمة المركز وخدمة المسافرين والبلدان المجاورة كمركز الضبيعة والحزم والبطينة حتى كبري نساح شمالاً.
محمد بن عبدالله بن سعد الفهيد-مركز نعجان التابع لمحافظة الخرج