أيها الملك الممشوق من حفيف السعف وظلال النخيل ورائحة التمر وحقول القمح، أيها الخارج من رحم البيد وحكاياتها وطقوسها، أيها المسكون فينا والمزهوون بك، يا حامل الثمار الثقال التين والتفاح والتمر والقمح، يا ضياء النور ويا نور الضياء ويا ندى الصباح الجميل، يا من أذبت الظلام حتى ذهب الدجى، ونهرت الخفافيش الثقال السمان، وأزحت الخرافة والخنوع والنكوص والأذى، يا من صيرتنا بين الثرى وبين السماء، يا بائع الورد، يا موقظ ليلنا بغزل شفيف وابتسامة حانية، يا رائحة النهر والغدير وعبق التاريخ العريق، يا لغة البياض ويا بياض اللغة، يا قصيدة ممزوجة شعراً وفناً رفيعاً، يا حراكنا الجميل الذي مارسناه زاوية ومفصل وشفافية، يا شهيقنا الذي يلامس غيمة مطر آت، يا من أنجز مسيرتنا بطرق المعجزات، يا مذاق العيد، يا ضوء صباحنا، ويا باحة دورنا، ويا ماءنا العذب، يا غصننا الذي يطاول السحاب ويغازل الحقول، يا مرايا الأشياء كلها، يا ابن من ضلعه وعرق جبينه شيد معالم هذه الأرض ووحد ماءها وطينها وتربتها وأديمها، يا ابن من بلهفته وحبوره خلصنا من جحيم الشتات والفرقة والوباء، وصير الحياة لنا حباً ونوراً وضياء، يا ابن من أروى ألسنتنا العطشى وأخذنا إلى مصبات المياه العظيمة، يا ابن من افترش لنا باحة الكون، فأصبحنا نهيم بشمسه وقمره والضياء، يا ابن جامع الأضداد الثلج واللهب والصيف والشتاء، يا ابن من توعد الصدأ بالبياض، والوادي الذي غير ذي زرع بالمطر، والمغارة التي لا تعرف القراءة بالمعرفة، والموت الأسود بالحياة، والليل الحالك بشمس النهار، والتعرجات بالانبساطات، يا ابن من علمنا الكلام ومنحنا ورقاً أبيض ومحبرة زرقاء، يا أخ من حمى الحدود ودك جبابرة الجنون والظلام، يا أخ من قضى على الإرهابيين ونسفهم في وضح النهار ورماهم في خلاء الخلاء، وجعلهم مثل الجراد عيونهم لا تنام غرقى بالقلق في الخلو وفي السبات، يا أخ النجباء كلهم والعظام، يا ملك البلاد التي أنجبتنا، من أجلها ننزع جلودنا وأظافرنا، نتسور حولها درع ومحراب، يا عبدالله بن عبدالعزيز يالتين والتفاح والمرافئ البيض يا شكل البياض ودهشة البياض يا برتقال وعريشة عنب ولون كرز يا غناء السنونو ويا قنديل ضوء، في آخر الكلام كما في أول الكلام سأعلو لك بتراتيل السلام وصلوات الدعاء بأن يحفظك الله ويديمك ويرعاك ويسدد خطاك، آمين.