جدة - صالح الخزمري
وسط تصفيق حار من الحاضرين يعقبه إنصات عجيب نثر الشاعران عبد الله الخشرمي وعبد المحسن الحقيل أجمل ما لديهما بنادي جدة الأدبي وكان الارتجال سيد الموقف حيث كان الخشرمي يحفظ قصائده دون الرجوع إلى دواوينه أما الحقيل فقد أضفى على المساء روح المرح التي يتميز بها عندما يحال لاقط الصوت إليه.
د. يوسف العارف الشاعر وعضو النادي أشاد بالشعر عموما وقال إنه بلا شك ديوان العرب وأنا من الشعراء الذين يتمنون أن يستمر هذا المسمى، وكان العارف قد عرف بالشاعرين على غير الطريقة المعهودة من خلال قراءة السيرة الذاتية حيث أضاف لها نص الخشرمي في التعريف بنفسه
أنا حبق الروح ظل الرياح
ودمعة غيم توسدها البرد
هذا دمي سااافر لا يصالح
أغنيتي سدرة في الجنوب
ومنفااااي هذا الفضاء المتاح
وأضاف للتعريف بالحقيل من نصه
بعين وياء ثم دال
وتجمعت كلماتنا
عيد سعيد وبسمة مسروقة
ثلاث جولات بدأها الخشرمي وختمها الحقيل كانت حافلة بالنصوص الرائعة بحكم تفاعل الحاضرين معها.
عبد المحسن الحقيل في قصيدته «ستَرين النور» بدأ مختلفا بعض الشيء عن أكثر الشعراء عندما أوضح أن هذا النص يحبه كثيرا وهو النص القريب إلى قلبه وله مكانته الخاصة وقال: إنه بذلك يخالف الشعراء في إجابتهم التقليدية عند سؤالهم عن أفضل قصائد حيث تكون إجاباتهم بأنها كأبنائهم لا تفضيل بينها.
من النص:
أعرف ما معنى أن تقسو أنثى وتثور
أعرف ما معنى أن تهرب للظلمة في طلب النور
ألا ترسل غير سطور
أن يصبح قلبك كالصخرة
أن يصبح ردك كالنار
أعرف أني سيد قلبك
فالأنثى يا «قلبي» تقسو
لما تضعف
عبد الله الخشرمي: افتتح الأمسية بعفوية بسيطة بنص: «تورا بورا» وأعقبها بمقطعين إلى شاعرين كبيرين الأول إلى روح غازي القصيبي في نص: الظل والثاني إلى صديقه الشاعر محمد الثبيتي.
- عبد المحسن الحقيل أظهر في الأمسية أنه من الشعراء الذين يهتمون بتوظيف التقنية في نصيه: «سيدة الماسنجر» ونص « حكاية عاشق مجنون».
الخشرمي يواصل إبداعه من خلال قصيدة: «ليلى الجديدة» و» قرين»
ثم نص: للبلاد قواميسها في البكاء
من النص:
ومن مدنٍ الشوك نأوي الى الشوكِ
نأبى على الملحِ أن يعتلي جرحنا
ذاك غصني تهيأ للرمل
يابلداً عاقرتهُ النياشينُ أحلامه
وارتدى معطفاً من زنازينه
كيف يابلداً..
جئتَ من عرق الحلم تبتاعني
ثم تغرِسُني في سباخ الكلام
وتأخذني مشهداً للغناء
عبد المحسن الحقيل كأحد الذين أسفوا على مغادرة د. عبد العزيز السبيل وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية أبدى لوعته من خلال قصيدته « لا تغادر» ثم ألقى قصيدة « لا..أحبك »وهو النص الذي يتوشح به ديوانه غلافه ويحمل عنوان الديوان أيضاً: لا.. أحبك:
تسأليني هل أحبك
صدقيني لا أحبك
لا أحبك
لا أحبك
غير أني عندما أنطق باسمك
يعبث الشوق بقلبي
صدقيني
ألف إحساس غريب يعتريني
أبصر الغيب ضياء
وأرى القادم حلما
وأمنّي النفس أني ذات يوم
سوف أحيا في حناياك حبيبا
يعزف الشوق بحضنك
غير أني لا أحبك
ويواصل الخشرمي من تألقه من خلال : «مري» و «يمر الوقت أنثى»
ويضيف الحقيل إلى إبداعاته: نص: «أنت» و «قربان» و «مطر».
د. حسن النعمي في تعليقه على الأمسية قال: لاحظت في شعر الخشرمي الموقف والرؤية الاستشرافية وفي شعر الحقيل النزعة الإنسانية الودودة فهناك تكامل بين تجربتين لجيلين.