يا موقظَ الضُّوءِ في نبضي الذي عزفا
ذرفتَ أنتَ فما دمعي الذي ذرفا
تزاحمتْ ذكرياتٌ، ما لِمخْيَلَتي
قوى لتعرفَ كم قلبي قسا وجفا
لا تجذبِ الوقتَ عشْ آتيك معتجراً
فألاً وإيَّاك حبَّ الذات والصَّلفا
يا حبذا السَّعيُّ لا كبراً ولا ضِعةً
ولا فسوقاً ولا ضيقاً ولا سرفا
ما كلُّ عِشقٍ تُذيع الصِّدقً صبوتُه
فلا تجبْ كلَّ من أغرى ومن هتفا
يسافر العمرُ دنيا لا حدودَ لها
وينتهي العمر من أمرٍ كمنْ سلفا
يا من يتوق إلى السَّعي السَّويِّ بلا
عزمٍ ويستحسن الإسرافَ والتَّرفا
نثرتُ في سمعكَ المشتاق أغنيتي
وبين عينيك دنيا لا تقول كفى
فاختر إذا شئت أن تسعى بقامتها
ياءً أو اشتقت أن تحيا - بها- ألفا
مِنَ الحياة ومنْ لا.. جئتَ ممتزجاٌ
صبحاً وليلاً فكنْ ما سرْتَ متَّصفا
تمضي السَّفينة ، من يرجُ النَّجاة يجد
ومن أراد الرَّدى يركب له شغفا
حسناء ترضى بوصلٍ للمريد وقد
تأبى فطوبى لمن في الحالتيْن صفا
تديرُ ظهراً لمنْ يجري لها شبقاً
حيناً وتبسط كفَّاً للذي أنِفا..
كم خافضٍ وهو يرجو الرَّفع ما رفعتْ
وزاهدٍ لم يردْ أحنتْ له كَتِفا
لا يستوي مشعلُ الآهاتِ منتكساً
ومن لها رحمةً في صفِّها وقفا
فللنِّهايات أعلامٌ مرفرفةٌ
إمَّا وإمَّا حيارى تندب التَّلفا
إن يشهد الوزنُ بالميزان مُتَّزناً
لن ينكرَ الوزنُ بالميزان مقترفا
حسْبُ اللبيب يجيءُ الماءُ متحداً
وبعد حينٍ يصير الماء مختلفا
لا تصدرِ الحكمَ من بدء الرحيل فكم
في آخر الدَّربِ للمثوى الأليم هفا
وكم مسارٍ أعاب النَّقدُ خطوته
لما دنا من رحيلٍ للمعاب نفى
كلُّ القواميس ملغاةٌ ولو قُرِئتْ
إلا قواميسُ بدءٍ قطُّ ما كُشِفا
ما صاب من صَنَّفَ الأحياء مفْترشاُ
درب المسافات يُطوى ما درى أحدٌ
بواقعٍ قدَّر الأقلامَ والصُّحفا
لو يعرف السالكون الدَّربَ غايتهم
ما ضلَّ ساعٍ ولا لحن الهوى عُزِفا
..مطرودةٌ كيف يحظى من يطاردها
برحمةٍ إن غدا في حضنها دنِفا
لله ما فاز منكبٌّ بطمْس رؤى
بل فاز مستوياً يرجو لما عرفا
يا راحلاً نحو نعمى لا انقطاع لها
إذا تريد- يقيناً- أحْسِنَِ الهدفا
إنَّ الجزاءَ وِفَاقٌ في غدٍ وبه
Dammas3@hotmail.com