كما هي لعبة «حطّ الطّير .. طار الطّير»، وجد الإسرائيليون في موضوع الاستيطان الإسرائيلي للأراضي العربية الفلسطينية، باباً جديداً للابتزاز و»حَلْب الأمريكيين» وغيرهم من الأوربيين، بالحصول على الأسلحة المجانية والأموال الإضافية، لأنّ الإسرائيليين يعرفون أنّ الإدارة الأمريكية متلهّفة لتحقيق «نصرٍ سياسي» يعوِّض إخفاقات أوباما، وفشله في تحقيق وعوده بإصلاح ما خرّبه سلفه بوش.
الإسرائيليون وجدوا أنّ الاستمرار في مواصلة الاستيطان الاستعماري الذي يتعارض مع كلِّ المواثيق والاتفاقيات الدولية، بما فيها قرارات الأمم المتحدة، يجعل الفلسطينيين يمتنعون عن مواصلة المفاوضات، لأنّ الفلسطينيين - وهم على حق في ذلك -، يرون أنه لا فائدة من استمرار التفاوض، فيما يبتلغ الإسرائيليون الأرض... ولهذا فعلى ماذا يتفاوضون...؟!!
الأمريكيون يريدون أن تستمر المفاوضات... وبدلاً من أن يفرضوا تنفيذ المواثيق والاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، بمنع إسرائيل من إقامة المستوطنات والتصرف في أراضٍ محتلّة، يقدِّمون استرضاءات للإسرائيليين ليوقفوا الاستيطان لفترة محدودة، يعودوا بعدها ليستأنفوا العملية ويماطلوا في المفاوضات، وعندما تحلّ المرحلة الثانية وتنتهي مرحلة وقف الاستيطان، وهو وقفٌ وهميٌ، لأنّ الإسرائيليين يواصلون عمليات البناء والأمريكيون يعرفون ذلك... ومع هذا يعلنون استئناف الاستيطان بعد انتهاء ما حدّدوه في فترة زمنية ... الفلسطينيون ينسحبون من المفاوضات، والأمريكيون يتحرّكون ويقدّمون حزمة إغراءات للإسرائيليين، وبعد أن يحصلوا على ما يريدون وفق أسلوب ابتزاز التقسيط، يعلنون وقف الاستيطان ولفترة محددة...!!
هذا ابتزاز بالتقسيط دون أن تحقِّق المفاوضات شيئاً يُذكر، في حين يبتلع الإسرائيليون أراضي إضافية بمواصلتهم الاستيطان، ويحصلون على مكاسب سياسية وأموال إضافية، وأسلحة فتّاكة لذبح مزيد من الفلسطينيين والعرب معاً.