فيما تطل علينا هذه الأيام نفحات مباركة بمناسبة قدوم شهر الحج وعيد الأضحى المبارك.. نسأل الله أن يعيده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير والرحمة والبركات ودوام الصحة، تبرز الأضحية كإحدى الشعائر الإسلامية الهامة التي أمر بها الله عز وجل القادرين من المسلمين في عيد النحر، والتي تحكي قصة الفداء الكبير وتُعد واحدة من مظاهر البهجة والفرح للمسلمين في يوم من أيامهم الطيبة.
والحديث في الأضحية هذه الأيام المباركة يستوجب التحذير الشديد من الإكثار في أكل لحوم الأضحية لما قد يسببه من مشكلات وآثار قد تكون وخيمة، حيث تبدأ من ارتباك شديد في عملية الهضم وحدوث مضاعفات هضمية ومعوية.. مروراً بارتفاع دهون الدم وزيادة نسبة الكولسترول مما يؤثر بدوره على الشرايين وحدوث مشكلات معقدة وطارئة في الكلى والقلب والكبد والجهاز الهضمي.
وإذا كان الأصل في تناول اللحوم للأفراد السليمين العاديين أنه لا حرج فيها خصوصاً إذا كانت الكمية معتدلة دون إسراف أو مبالغة، لكون اللحوم الحمراء هي مصدر جيد للبروتين الحيواني والحديد بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية الأخرى الهامة للجسم؛ فإن المشكلة دائماً تبقى في الكميات المتناولة ونوعها وعدد مرات تناولها وطريقها طهيها وإعدادها، فاللحوم الدسمة مثلاً والإفراط في الدهون يؤديان إلى صعوبة الهضم وزيادة الكولسترول في الجسم، وحدوث السمنة التي تقف وراء عدد كبير من الأمراض التي تهدد الحياة.
ولأن أكل لحوم أضحيتنا في هذا العيد المبارك سنة كريمة متبعة، يمكننا تقديم نصائح هامة تساعد في تلافي مضاعفات الإكثار من أكل اللحوم الحمراء ووقاية الجسم من الدهون التي تترسب جراء تناول كميات كبيرة منها، حيث يفضل تناول كميات كبيرة من الخضراوات خصوصاً الورقية منها مع اللحوم وممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة على الأقل بعد كل وجبة، وأكل الفواكه، وذلك للتخفيف من أثر اللحوم الحمراء المشبعة بالدهون على الجسم والتخلص من رواسب الدهون في الجسم.. كما يجب أن تكون طريقة الطبخ خالية من الدهون ويفضل أكلها مسلوقة أو مشوية، مع الابتعاد قدر المستطاع عن قليها.
وفي هذا الجانب، يقول الخبراء والاختصاصيون إنه إذا كان تناول اللحوم بكثرة في وجبة الإفطار، فيفضل أكل كمية كبيرة من الفجل والبقدونس والبصل بعدها حتى يتم تنظيف الجسم من حمض اليوريك الذي يكون مرتفعاً في الجسم بعد أكل اللحوم، أما إذا كان أكل اللحوم في وجبة الغداء فيفضل مزاولة رياضة المشي بعد الأكل بساعتين على الأقل، ويفضل أن يكون المشي بشكل بطيء لأنه يساعد على حرق الدهون التي تسللت إلى الجسم خلال فترة الغداء.. أما إذا تم تناول اللحوم في وجبة العشاء فيفضل إلى جانب أكل الفجل والبقدونس والبصل تناول كأس من الماء الدافئ مع قطرات من الليمون، حتى يتم تطهير الجسم من الدهون، ويفضل شرب كمية كبيرة من الماء في اليوم الذي يعقبه مع تقليل كمية اللحوم والإكثار من أكل الخضراوات خصوصاً الورقية منها.وينصح الأطباء فئات السيدات الحوامل اللاتي يعانين مشاكل هضمية, والأطفال المرضى ببعض الأمراض كالالتهابات المزمنة, وكل من يعانون قصوراً حاداً في دورة شرايينهم التاجية, وكذلك من هم في فترة النقاهة عقب الإصابة بأزمات قلبية حادة, وكذا مرضى ارتفاع ضغط الدم المزمن والمرارة المزمنة ومرضى القولون العصبي والفشل الكلوي وهبوط القلب بتجنب أكل لحوم الأضحية.
وخلاصة القول إن أكل اللحوم لمدة ثلاثة أو أربعة أيام في العيد، يجب أن يواكبه تناول كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه والنشويات، دون تناول بروتين لمدة ثلاثة أو أربعة أيام أخرى بعد العيد، حتى يتم تنظيف الجسم من رواسب الدهون.. كما يجب التركيز بشدة على ممارسة رياضة المشي يومياً بعد كل وجبة لحوم حرصاً على الصحة والسلامة وتجنباً للسمنة.
* المدير التنفيذي لشركة بودي ماسترز
