يا صاحبَ اللطفِ الخفيِّ بخلقِهِ
ارْحم عُبيداً تائهاً حيرانا
إنّا أتَيْنا مُصوبينَ وُجوهنا
لرحابِ بيْتكَ كُنْ لنا معوانا
والطفْ بنا فِيما قضيْت نزولهُ
واجْمعْ لنا الأحْبابَ والأقرانا
قدْ فرّقَ السيلُ الرهِيبُ جموعنا
وبدتْ قويزة تُعلِنُ الفُقدانا
جِئنا إليها قد بدَتْ مَكْلومةً
تشْكُو الفجيعة تَحْمدُ الرحْمانا
طُفنا مواقِعَ لمْ نكُن ندْري بها
ما خِلْنا أن نلقاها أو تلْقانا
نلْقى بها في كُلِّ يومٍ إخوةً
إنَّ المصائب تجمع الإخوانا
أنا إنْ فقدتك يا (عليُّ) فإنني
راضٍ بأمرٍ جاءَ مِنْ موْلانا
حاَرتْ بنا الأفكار لا نَدْري متى
نَجِدُ الشهيدَ لِنسْتُرَ الجُثمانا
مِنْ بعد فقدِكَ قدْ وجَدْتُ تآزراً
فاقَ الخَيالَ وخَفَّفَ الأحزانا
بَرزَ المَليكُ على المُشاهدِ قائلا
وَبَدت مَلامِحُ وجههِ غضْبانا
إنَّ المواطنَ والأجانبَ عِنْدنا
لا فرقَ يُذكر كُلهم أبنانا
وقضى بمليونٍ لكلِّ كَليمَةٍ
ترعى بهنَّ قواصِراً غِلمانا
(عبدالله) يا نَسْلَ الكِرامِ تحيةً
أنتَ الكريم ولمْ تَزلْ تَرْعانا
يا خادم الحرمينِ دُمْتم قائداً
فذّا فريداً مُلْهَماً إنْسَانا
فلأنتُمُ عضدُ الأرامِل دائماً
كمْ قد سندتُمْ مُعدَماً حَيْرَانا
وبِعَطْفِكَ المعهُودِ والكرمِ الذي
فاقَ السحابَ المُثقلَ الرَّيانا
أفرحتُمُ كُلَّ اليتامَى سيدي
لوْ جاءَ حاتِم عَنْدكمُ وصانا
هذِي الطباعُ طِباعُ راعٍ صالحٍ
عجِزَ الزمانُ بمِثله إتيانا
للهِ دركَ لَيْت كُلَّ رعيةٍ
تجدُ الهُمام القائد الرّبانا
شُكراً لمَكْرُمة أتتْ في وقتها
غَرستْ لنا أملا يُنِيرُ دُجانا
ولْيرحمِ الله الكريمُ شهيدَنا
وليشفِ ربي عاجلا جرحانا
وليحفظ الله البلاد جميعها
برّا وبحراً صيْفنا وشِتانا
بالحمدِ أختم والصلاةِ أجَلِّها
تصِلُ الحبيبَ الماجدَ الإنسانا
- قويزة :قويزة والسامر والرغامة والواحة وغيرها، من المناطق المتأثرة بالسيل، وقويزة أكثرها تأثراً، كان يعمل بها فقيدنا علي الخضر هيمور (حيمور)، عليه رحمة الله، ووفقنا للحصول على جثمانه ودفنه.
- مليون : مليون ريال سعودي.
(كتبت القصيدة قبل عثورنا على الجثمان وقد وجده رجال الدفاع المدني وتمكنا بفضل الله تعالى من دفنه).