وانكشف المستور.. فالإدارة الأمريكية أعلنتْ أنَّ هناك صعوباتٍ تُعرقِلُ الإيفاءَ بالالتزام العام 2011 لإعلان الدولة الفلسطينية...!!
بهذا القول الذي صُدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، تُمهِّدُ واشنطن للتمَلُّص من التعهد الذي قدمه الرئيس أوباما إلى الفلسطينيين والدول العربية لإغرائهم بالعودة للمفاوضات مع الإسرائيليين الذين تديرهم حكومةٌ لا علاقةَ لها بالسلام، وتَعُدُّ السلام عدوَّاً لها.
الفلسطينيون والعرب سايروا أوباما كثيراً، وخَضَعَ الفلسطينيون لضغوط الإدارة الأمريكية التي استعملتْ سلاحَ المساعدات المالية، وحتى الضغوط الإقليمية، لإجبار الفلسطينيين للجلوس على طاولة المفاوضات، على الرغم من أنَّ الفلسطينيين المكتويين بنيران الاحتلال يعلمون أفضل من غيرهم من عرب وأمريكيين وأوروبيين، يعلمون كيف يبتلعُ الإسرائيليون الأرضَ الفلسطينية، وماذا يعمل المستوطنون، وكيف يُضطَّهَد ويُعذَّب الفلسطينيون. فقد استغَلَّ الإسرائيليون المفاوضات لتسريع عمليات الاستيطان، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، فابْتُلِعتْ مساحات كبيرة من الأحياء الفلسطينية في القدس، وأُبعِدَ الكثير من المقدسيين والفلسطينيين. ومع هذا، وبعدَ كلِّ توقفٍ للمفاوضات، بسبب تمادي الإسرائيليين في ارتكابهم لتجاوزت يُرَادُ بها أصلاً استفزازَ الفلسطينيين لتخريب مسيرة السلام وجعل الأمريكيين عاجزين عن الإيفاء بالتزاماتهم للعرب والفلسطينيين، تعودُ المفاوضات بعدَ أن تُمارَس ضغوطٌ على الفلسطينيين، وتُقَدَّم إغراءات للإسرائيليين. وتستمر التفاوض، ولكن دون إحراز أي تقدمٍ سوى حصول الإسرائيليين على مزيدٍ من المساعدات العسكرية والمالية الأمريكية، وضمهمِ لأرضٍ فلسطينية، وبناءِ عدد آخر من المستوطنات، أمَّا الفلسطينيون فمِنْ سيئ إلى أسوأ.
إذن ما هو الجدوى من المفاوضات واستئنافها، وما جدوى المسيرة السلمية أصلاً...؟!
أمريكا تعلنُ أنَّها لا تستطيع الإيفاءَ بموعد إعلان الدولة الفلسطينية!!
إسرائيل تواصلُ ابتزازها لأمريكا، وتتحدَّى الشرعيةَ الدولية، وتستولي التصرف بالأرض المحتلة، ضَمَّاً وبناءً وإبعاداً للفلسطينيين.
إذن ماذا يتوقع الفلسطينيون والعرب مِن كلِّ هذا، وهل ما زالوا يثقون بوعود أوباما التي لا يستطيع الإيفاءَ بها؟!