|
إعداد: أحمد سليمان
تستحوذ مباراتا البرتغال مع إسبانيا وإنجلترا مع فرنسا على الاهتمام الأكبر بين جميع المواجهات الودية التي تقام اليوم الأربعاء في الجولة الأخيرة للمباريات الدولية التي تقام في عام 2010.
كما تشهد الجولة ثلاث مباريات أخرى مثيرة اليوم عندما يحل المنتخب الألماني ضيفًا على نظيره السويدي ويلتقي المنتخب الهولندي نظيره التركي ويواجه المنتخب الإيطالي نظيره الروماني في النمسا.
وتحظى هذه الجولة من المباريات باهتمام بالغ لدى مدربي الفرق الكبيرة في أوروبا لأنها الاختبار الأخير لفرقهم في هذا العام.
اختبار للمنتخب البرتغالي إمام الإسباني
ويستضيف المنتخب البرتغالي نظيره الإسباني بطل العالم في العاصمة البرتغالية لشبونة ضمن احتفالات البرتغال بالذكرى المئوية لتأسيس جمهوريتها. كما يأمل الفريقان في خروج المباراة بالشكل المثالي لتكون أحد العناصر التي سيعتمد عليها البلدان في الترويج لملفهما المشترك (الأيبيري) لطلب تنظيم بطولة كأس العالم المقررة عام 2018 .
وتمثل المباراة اختبارًا مهمًا للمنتخب البرتغالي الذي خسر أمام نظيره الإسباني 1 - صفر قبل نحو خمسة شهور وذلك في دور الستة عشر لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.
ويرغب المدرب باولو بينتو المدير الفني الجديد للمنتخب البرتغالي في أن يقدم الفريق عرضًا قويًا يبرهن به على استعادة توازنه بعد البداية السيئة التي قدمها في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو) 2012.
وتولى بينتو مسئولية تدريب الفريق في أكتوبر الماضي خلفًا للمدرب المقال كارلوس كيروش. ونجح بينتو في إعادة بعض التوازن للفريق في تصفيات يورو 2012 ولكن مباراة اليوم ستكون الاختبار الحقيقي الأول له. وقال بينتو «احترم المنتخب الإسباني وأعشق أسلوب أدائه ولكنني أثق تمامًا في فريقي.. سنكافح من أجل منافستهم في الاستحواذ على الكرة رغم صعوبة ذلك. نحتاج إلى اللعب بشكل جيد بالفعل من أجل التغلب عليهم».
ويتمتع بينتو بمعرفة جيدة بكرة القدم الإسبانية، حيث لعب في صفوف فريق أوفيديو الإسباني من 1996 إلى 2000م.
مواجهة مثيرة بين الإنجليزي و الفرنسي
وعلى استاد «ويمبلي» في العاصمة البريطانية لندن، يتربص المنتخب الإنجليزي بنظيره الفرنسي في مواجهة مثيرة بين فريقين خرجا صفر اليدين من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ولكنهما استعادا بعض توازنهما في الفترة التالية من خلال عروضهما ونتائجهما في تصفيات يورو 2012.
ووعد المدرب الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي بأن يمنح الفرصة لبعض اللاعبين الشبان في هذه المباراة من أجل مساعدتهم على إثبات وجودهم وتثبيت أقدامهم في الفريق استعدادًا لارتباطات الفريق القادمة وفي مقدمتها باقي مباريات الفريق في تصفيات يورو 2012.
ويفتقد كابيللو في هذه المباراة جهود عدد من العناصر المؤثرة بسبب الإصابات ومنها جوني تيري وأشلي كول نجمي تشيلسي وواين روني مهاجم مانشيستر يونايتد وجابرييل أجبونلاهور مهاجم استون فيلا وتحوم الشكوك حول مشاركة اللاعب آندي كارول لاعب نيوكاسل في أول انضمام له إلى صفوف المنتخب الإنجليزي. ولذلك استدعى كابيللو إلى صفوف الفريق كلا من جاري كاهيل لاعب بولتون وستيفن وارنوك نجم استون فيلا وكارلتون كول لاعب ويستهام.
وينتظر أن يحل فيل جاجليكا مكان تيري في مركز قلب الدفاع.
وفي المقابل، حرص لوران بلان المدير الفني للمنتخب الفرنسي على استدعاء إيريك أبيدال مدافع برشلونة الإسباني ليكون أحد عناصر الخبرة في صفوف الديوك خلال هذه المباراة العصيبة.
وتضم قائمة المنتخب الفرنسي لهذه المباراة أربعة لاعبين ينشطون في الدوري الإنجليزي وهم بكاري سانيا وجايل كليتشي وسمير نصري (أرسنال) وفلوران مالودا (تشيلسي).
السويدي يستضيف الألماني
واستدعى يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني أربعة لاعبين جدد إلى صفوف الفريق استعدادًا لمباراته الودية اليوم أمام مضيفه السويدي في جوتنبرج بينما منح الراحة لكل من فيليب لام قائد الفريق وزميليه توماس مولر ومسعود أوزيل.
ويغيب عن صفوف المنتخب الألماني في هذه المباراة مهاجمه لوكاس بودولسكي ومدافعه ساشا رايتر للإصابة ولكن لوف لم يستدع بديلاً لأي منهما. كما استدعى المدرب الكبير تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي ثلاثة لاعبين جدد لصفوف الفريق استعدادًا لمباراته أمام المنتخب الروماني في مدينة كلاينفورت النمساوية.
ويأمل كريستيان ليديسما، لاعب خط الوسط الأرجنتيني الأصل الذي حصل على الجنسية الإيطالية الذي يلعب لفريق لاتسيو الإيطالي، في الحصول على فرصة للمشاركة في المباراة.
وقد تشهد المباراة أيضًا مشاركة أليساندرو ديامانتي لاعب خط وسط بريشيا وفيدريكو بالزاريتي مدافع بااليرمو في صفوف المنتخب الإيطالي.
مباريات ودية أخرى
وفي باقي المباريات الودية الأخرى التي تقام اليوم ضمن استعدادات الفرق لاستئناف تصفيات يورو 2012، تلتقي أيرلندا مع النرويج والدنمارك مع التشيك وروسيا مع بلجيكا والنمسا مع اليونان وسلوفينيا مع جورجيا وبلغاريا مع صربيا وسلوفاكيا مع البوسنة وأوكرانيا مع سويسرا وبولندا مع كوت ديفوار ومونتنجرو (الجبل الأسود) مع أذربيجان واستونيا مع ليختنشتاين والمجر مع ليتوانيا وألبانيا مع مقدونيا وإسرائيل مع أيسلندا.
البرازيل والارجنتين
تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم اليوم الأربعاء صوب العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة قمة المهارة والإثارة عندما يلتقي المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني وديًا على استاد «خليفة الدولي» ضمن استعدادات الفريقين لارتباطاتهما القادمة.
وتستحوذ لقاءات الفريقين دائمًا على اهتمام بالغ سواء كانت ضمن منافسة رسمية أو مواجهة ودية ويراها الجميع قمة حقيقية لكرة القدم في أمريكا الجنوبية ويعدها البعض قمة كرة القدم العالمية، حيث تشهد مواجهة مثيرة بين نجوم الفن الكروي الراقي والمهارات العالية.
ولا يختلف اثنان على أن الكرة البرازيلية والأرجنتينية هي المصدر الدائم لأبرز وأروع المواهب في ملاعب الساحرة المستديرة.
وحالف الحظ العاصمة القطرية الدوحة لتستضيف هذه المواجهة المثيرة التي قلما تتكرر خارج حدود قارة أمريكا الجنوبية.
ويشهد استاد «خليفة الدولي» غدًا مواجهة بين فريقين جمعا سبعة ألقاب عالمية والعديد من الألقاب الأخرى، حيث يستحوذ المنتخب البرازيلي على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس العالم برصيد خمسة ألقاب مقابل لقبين للتانجو الأرجنتيني.
وبالرغم من هذا التفوق العالمي في الماضي، عانى الفريقان كثيرًا في آخر بطولتين لكأس العالم وكان الخروج من دور الثمانية هو مصير كل منهما في مونديال 2006م بألمانيا و2010 بجنوب إفريقيا. وربما ينم ذلك عن تعادل الكفتين ولكن الأرقام تشير إلى تفوق واضح للسامبا البرازيلية منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي وحتى الآن، حيث حصد المنتخب البرازيلي خلال هذه الفترة لقب كأس العالم في عامي 1994 و2002 بالإضافة لثلاثة ألقاب في كأس القارات وأربعة ألقاب في كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) بينما خرج المنتخب الأرجنتيني خالي الوفاض من جميع البطولات في نفس الفترة.
وعلى الرغم من كون مباراة اليوم بين الفريقين ودية، ينتظر أن تشهد صراعًا وإثارةً نظرًا للاهتمام البالغ بها لدى كل من الفريقين خصوصًا أنها تأتي قبل شهور قليلة من انطلاق فعاليات كوبا أمريكا 2011 التي تستضيفها الأرجنتين وتسعى البرازيل للدفاع فيها عن اللقب الذي أحرزته في عام 2007م بفنزويلا.
كما تتشابه ظروف الفريقين كثيرًا قبل لقاء اليوم، حيث ستكون فرصة جيدة للمدير الفني الجديد في كل من الفريقين لاختبار العديد من العناصر التي اختارها في الآونة الأخيرة منذ توليه المسئولية والاطمئنان على حسن اختياراته من خلال مواجهة قوية مثل مباراة الغد قبل شهور قليلة من كوبا أمريكا.
في المنتخب البرازيلي، سلك المدرب مانو مينزيس طريقًا مختلفًا تمامًا عن سلفه كارلوس دونجا الذي اعتمد بشكل كبير على اللاعبين أصحاب الخبرة والتركيز الدفاعي مع الهجوم المرتد السريع بينما اعتمد مينزيس بشكل كبير على العناصر الشابة والوجوه الجديدة من أجل بناء فريق قوي قادر على المنافسة في مونديال 2014 بالبرازيل.
وإلى جانب العناصر الشابة، اختار مينزيس بعض المخضرمين مثل روبينيو ونيلمار وراميرس وداني ألفيش ورونالدينيو الذي لم يكن ضمن قائمة الفريق في مونديال 2010 بقيادة دونجا.
ولذلك تمثل المباراة فرصة جيدة لكل من المخضرمين واللاعبين الشبان على طريق إثبات الذات وتثبيت الأقدام في صفوف الفريق.
ويفتقد المنتخب البرازيلي في هذه المباراة جهود مهاجمه الشاب ألكسندر باتو الذي أكَّد ناديه ميلان الإيطالي أنه يعاني من الإصابة وبالتالي لم ينضم لصفوف الفريق قبل مباراة الغد.
وفي المقابل، تبدو الضغوط على المنتخب الأرجنتيني أكبر وخصوصًا أن مديره الفني الجديد سيرخيو باتيستا لم يضطر إلى إجراء تغييرات عديدة في صفوف الفريق مما يعني أن معظم لاعبيه تأقلموا سويا، حيث يعتمد باتيستا على عدد كبير من العناصر التي خاض بها المدرب السابق دييجو مارادونا نهائيات كأس العالم 2010.
ويحلم المنتخب الأرجنتيني في التخلص مبكرًا، وقبل كوبا أمريكا، من العقدة البرازيلية التي تأكّدت عبر العقدين الماضيين، حيث كان المنتخب البرازيلي هو صاحب اليد العليا في معظم المواجهات التي دارت بين الفريقين على مدار العقدين الماضيين.
وكانت أبرز اللدغات التي عانى منها نجوم التانجو أمام السامبا البرازيلي خلال بطولة كوبا أمريكا الماضية التي شاركت فيها البرازيل بفريق مكون من الصف الثاني بينما اعتمد المنتخب الأرجنتيني على أبرز النجوم في مقدمتهم خوان رومان ريكيلمي الذي كان من أفضل لاعبي العالم آنذاك أن لم يكن أفضلهم على الإطلاق.
ولكن المنتخب الأرجنتيني سقط بقوة وبثلاثة أهداف نظيفة أمام المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية للبطولة. وما يضاعف من الضغوط الواقعة على المنتخب الأرجنتيني في مباراة الغد أن جماهيره لن تقبل منه أي انهيار جديد بعد هزيمته الثقيلة أمام المنتخب الألماني بأربعة أهداف نظيفة التي أطاحت به من دور الثمانية في مونديال 2010.
كما أن اقتراب بطولة كوبا أمريكا 2011 بالأرجنتين يجعل المدرب باتيستا في موقف عصيب لأنه لم يُعدُّ أمامه مجال كبير للتجربة ولم يُعدُّ أمامه أي هامش للأخطاء. وما يطمئن الفريق ومديره الفني باتيستا هو ظهور معظم عناصره الأساسية بمستوى رائع في الفترة الماضية وفي مقدمتهم ليونيل ميسي الذي يواصل تألقه في صفوف برشلونة الإسباني وجونزالو هيجوين الذي يتألق في هجوم ريال مدريد الإسباني أيضًا بينما سيفتقد الفريق جهود بعض النجوم أيضًا وفي مقدمتهم دييجو ميليتو مهاجم انتر ميلان الإيطالي بسبب الإصابة.
وبينما يحتاج المنتخب البرازيلي للفوز في هذه المباراة لبث الثقة في نفوس لاعبيه الشبان وإعادة الثقة للمخضرمين بعد إخفاقهم بقيادة دونجا، يحتاج المنتخب الأرجنتيني للفوز من أجل التأكيد على براعة باتيستا وسيره على الطريق الصحيح.