استبشرت بالدعوة التي وجهتها هيئة حقوق الإنسان لوزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام والشؤون الاجتماعية، والشؤون الإسلامية وغيرها من الوزارات المعنية بخدمة المواطن ورعايته لتشارك تلك الوزارات في الحملة التوعوية

التثقيفية التي ستقوم بها الهيئة من أجل توعية المواطن والمقيم بحقوقه ضمن برنامجها الجديد لنشر ثقافة حقوق الإنسان الذي أقره المقام السامي في الفترة الماضية، وذلك عبر(300) لوحة كلها تنادي بأهمية مراعاة حقوق الإنسان الصحية والتعليمية والأسرية وحقوق المرأة والطفل والعمالة وغيرها، والجميل أن ذلك البرنامج التوعوي تجاوز مرحلة «الدعاية» إلى مرحلة البناء التثقيفي الذي يسعى إلى تغيير ذهنية المواطن تجاه حقوقه، بل ويعيد تشكيل عقلية موظفي تلك الوزارات ليمنحوا المواطن حقوقه فقط عندما يحل على وزاراتهم مراجعا، والجميل أن ذلك البرنامج المزمع تقديمه من قِبل هيئة حقوق الإنسان قد اشتمل على جرعات تثقيفية لعددٍ من الدعاة والعلماء عبر (30) ندوة ومحاضرة في مختلف الجامعات والأندية الأدبية، والمهم في نظر الحقوقيين والمفكرين والمهتمين بنشر ثقافة الحقوق بين المواطنين والمقيمين، ألا تكون هذه الخطوة يتيمة بل فاتحة نشر ثقافة حقوق الإنسان في مجتمعنا لمزيدٍ من البناء المؤسسي لثقافة حقوقية يتم نشرها ودعمها وفق استراتيجية علمية تستطيع من خلالها الهيئة إيصال تلك الثقافة الإنسانية بشكل موضوعي وأسلوب علمي يسهل تقبله والعمل به من خلال الإمكانيات التي سخرتها الدولة الرشيدة لها من خلال فروعها بجميع مناطق المملكة لينتقل الفعل الحقوقي من المركز إلى الأطراف بشكل حيوي وعادل، كما أنهم يأملون أن تعمل الهيئة على طرح برنامج توعوي خاص بمدارس البنين والبنات، وذلك لأن البيئة المدرسية هي في الحقيقة أنسب بيئة على الإطلاق لزراعة بذرة «الحقوق» في عقول طلابنا وطالباتنا، ليتربوا على معرفة «حقوقهم» وعلى المطالبة بها بالأساليب الحقوقية المتحضرة، وكم تمنيت أن تترجم تلك الجهود إلى بناء مقرر دراسي عن حقوق الإنسان في مدارسنا.

أخيراً

لو طلبوا الاخوة في الهيئة مني شعارا لحملتهم تلك لرشحت: الحقوق أولاً. لإيماني بأن معرفة الحقوق هي البوابة الأولى للعالم المتحضر.

كما أنني سأهمس في أذن رئيس الهيئة: ألا تعتقد أن 300 لوحة, 30 ندوة قليلة جداًَ على نشر ثقافة حقوقية يحتاج إليها كل مواطن ومقيم في مملكة الإنسانية.