|
الخرطوم - وكالات
بثت مفوضية استفتاء جنوب السودان، تطمينات تشير إلى استمرار سير عملية التسجيل للاستفتاء بكافة المراكز بالعاصمة والولايات وعدداً من دول المهجر، بصورة جيدة خاصة في اليوم الثاني للتسجيل. وقال الأمين العام للمفوضية السفير محمد عثمان النجومي في تصريح له أمس، إن المفوضية قامت بتكوين غرفة عمليات لمتابعة سير التسجيل في كافة الولايات، متوقعاً أن يشهد اليومان القادمان إقبالاً كبيراً من سكان الجنوب على كشوفات الناخبين بمراكز التسجيل توطئة للإدلاء بأصواتهم حول تقرير مصير الجنوب.
إلى ذلك يحمل بعض أبناء جنوب السودان ممتلكاتهم التي جمعوها على مدى 30 عاماً على شاحنة ويستعدون لمغادرة الخرطوم والتوجه إلى ديارهم، لضمان أن يؤخذ بأصواتهم في استفتاء على الانفصال من المقرر إجراؤه أوائل العام القادم. وكان مئات الآلاف من الجنوبيين قد تدفقوا على الشمال على مدى العقود السابقة هرباً من الفقر والصراع، على أمل أن يجدوا حياة أفضل في مخيمات النازحين المتداعية حول الخرطوم. والآن يخطط كثيرون للعودة من الخرطوم إلى جوبا عاصمة الجنوب التي تبعد 1200 كيلومتر بالطائرة وهي أبعد كثيراً عن طريق البر أو النهر، وذلك للمشاركة في الاستفتاء المقرر إجراؤه في التاسع من يناير - كانون الثاني على ما إذا كان الجنوب سيعلن استقلاله أو سيستمر جزءاً من السودان. ويحق للجنوبيين الذين يعيشون في الشمال وثماني دول أخرى خارج السودان الإدلاء بأصواتهم حيث هم. وأقيمت مراكز للتسجيل في أنحاء العاصمة السودانية. لكن كثيرين يخشون من التعرض لأعمال انتقامية إذا اختار الجنوبيون - كما هو متوقع على نطاق واسع - الاستقلال، كما يخشون أن تتلاعب سلطات الشمال بالأصوات للاحتفاظ بالسيطرة على الجنوب المنتج للنفط. وقال طالب وهو يتحدث بصوت خفيض بينما كان يساعد في تحميل أسرّة معدنية ومقاعد بلاستيكية تخص جيرانه خلال إقامتهم في الشمال في شاحنة تتجه الآن إلى قرى حول بلدة بانتيو بولاية الوحدة في الجنوب «سأعود لأنني أريد التصويت في الجنوب».