|
بريدة - أحمد صالح السالم :
مع دخول موسم الشتاء، وما يصاحبه من انخفاض في درجات الحرارة. تزدهر بعض النشاطات التجارية التي تظهر مع بداية الموسم وتختفي مع رحيله، ومن هذه النشاطات تجارة الحطب.
فمع كثرة الخروج إلى البراري والمخيمات في موسم الشتاء، ومع تعدد المناسبات وكثرتها النسبية سواء كانت في المنازل أو الاستراحات يزداد الإقبال على شراء الحطب.
«الجزيرة» رصدت حركة البيع والشراء في منطقة القصيم، حيث يقول تاجر الحطب محمد ساجي البقمي: في البداية كنت اذهب بسيارتي واجلب الحطب من الشمال والجنوب إلى منطقة القصيم والرياض، حيث كانت البضاعة تلقى رواجًا كبيرًا من قبل هواة البر وكان العائد المجزي يخفف من مشقة السفر والبحث عن الحطب.
ويضيف البقمي: الآن توقفت المعاناة بعد اتفاقي مع بعض تجار الحطب من منطقة حائل على توفير البضاعة بالكميات التي احتاجها وبأسعار يتم الاتفاق عليها ومن ثم أقوم بعرضها للبيع، حيث يتراوح سعر حزمة الحطب بين 70 و100 ريال.
من جانبه يقول خالد عمر السنيدي: لا استطيع قضاء إجازة نهاية الأسبوع داخل المدينة بل استمتع بقضائها في البر سواء مع الأصدقاء أو مع أفراد الأسرة، إلا أن دخول موسم البرد يجعل من قضاء وقت ممتع في البر أمرًا متعذرًا لأن البرودة في البر أكثر منها في المدينة، ولكن مع وجود الحطب فإن المشكلة تكون قد حلت.
وأضاف: غير أن أسعار الحطب غالية مقارنة بأسعارها في الشمال، وهو وضع قد يكون منطقيًا. فنقل الحطب من المناطق البعيدة إلى مدينة بريدة يحتاج إلى جهود وأموال إلا أن هذا لا يعني أن تكون المبالغة في السعر هي السائدة.
أما تاجر الحطب محسن العمراني الذي أمضى قرابة العشر سنوات في بيع الحطب بمدينة بريدة يقول: إن أسعار الحطب في متناول الجميع وأسعارها مقبولة، مشيرًا إلى أن أنواع الحطب عديدة والمتعارف عليه غالبًا لدى الجميع هو الغضى، الارطاء، السمر، السلم، السيال، والقرظ.
وأضاف: إن القرظ يُعدُّ أجود أنواع الحطب ويوجد في الحجاز وأما الأكثر مبيعًا فإنه حطب السمر نظرًا لما يتميز به من طول فترة الاشتعال التي تمتد لعدة ساعات، كما يتميز بطيب الرائحة ويتم جلبه من المنطقة الغربية، وعن الأسعار قال العمراني: تتراوح القيمة بين 650 إلى 750 للسيارة الصغيرة والوانيت.
أما الشاحنات أو السيارات الكبيرة فالسعر حسب نوع الحطب، حيث يصل بعضها إلى (9000) ريال. ويقول تاجر الحطب عبد الله علي السدراني: عمري 45 سنة واعمل في هذه المهنة منذ ست سنوات، ويضيف: هناك أنواع عديدة من الحطب منها الارطاء وهو نوع جيد، وحطب السيال، وهو قريب من حطب السمر ولكن جودته أقل، وحطب السلم وهو يضاهي حطب السمر ولكن شبه نادر ويتميز بصلابته وكثافة دخانه، وكذلك يوجد حطب الطلح وهو يأتي إلى بريدة من المدينة ويتميز بأنه خفيف جدًا وضعيف أيضًا في النار خاصة إذا كان على شكل أغصان صغيرة، وهناك أنواع أخرى من الحطب مثل السرح ويُعدُّ من أسوأ الأنواع من حيث الرائحة والاشتعال فهو غير قابل للاشتعال بسرعة، وهذا النوع قريب من حطب السلم إلا أن باطن عوده أسود.
واختتم السدراني محذرًا من الزواحف قائلاً: إنها تفضل السكن في الحطب كما يجب عدم ترك الأطفال بالقرب من النار.
من جانبه يقول وليد الشارقي: أثناء تجولي بالسوق لاحظت أن الأسعار تختلف من سيارة إلى أخرى فتجد وانيت الحطب له أكثر من سعر فأحيانًا تجده بـ 600 ريال وآخر بـ 700 ريال.
ويضيف: لقد تفاجأت بوجود غش في السوق، فبعض ضعاف النفوس من الباعة يبيعون شحنة السمر على أنها أجود الأنواع وعند التدقيق والتفحص تجد أن أعلى السيارة سمر أما الأسفل، فإما نوع آخر أو قطع صغيرة أو كبيرة أو متعفن ومتهالك وغير صالح للاستخدام، ويقول الشارقي: يوجد طرق غش أخرى. فعند شرائك حمولة حطب وتطلب من صاحبها إحضارها إلى منزلك يقوم بتبديل الشحنة إلى نوع لم آخر لم يتم الاتفاق عليه، ومن هنا أطالب مراقبي الأمانة بضرورة متابعة الباعة وتشديد الرقابة عليهم ومعرفة طرق حصولهم على الحطب.
ويبدأ البائع مرزوق الشاذلي كلامه بوصف المهنة بأنها ممتعة ويقول: الحطب يباع هنا في سوق بريدة على شكل « الشحنة» حسب نوع السيارة، فالبعض يفضل شراء سيارات كبيرة والبعض سيارات صغيرة مثل وانيت التي يصل سعرها حتى 750ريالا، وكذلك على شكل «الغمر».
وأبان: الحطب يصل للسوق على أشكال مختلفة منها الكبير والصغير ونحن نقوم بتجزئتها إلى قطع صغيرة ومتوسطة الأشكال وهذا أغلب الطلب من قبل أصحاب الاستراحات والمنازل والمتنزهين.
كما وصف المتسوق محمد البازعي الأسعار في سوق الحطب غرب بريدة أنها خيالية مقارنة بالمناطق والمحافظات الأخرى،ويقول: السعر شبه مضاعف وبدون رقابة من الأمانة ويضيف: يوجد غش واضح في طرق الشحن وجودة الحطب وقد يكون مرجعه العمالة التي تبيع بالسوق التي لا يهمها إلا المكسب المادي بغض النظر كيفية الحصول عليه.