عند نشرة التاسعة والنصف في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي مساء أول من أمس الثلاثاء.. شخصت القلوب قبل الأبصار، وحدقت الأحاسيس قبل العيون تجاه الشاشة، وتغلغلت المشاعر بحثاً عن التفاصيل تنشد الاطمئنان على صحة الوالد القائد الباني عبد الله بن عبد العزيز.
يا له من مشهد.. ها هو الملك الصالح، وها هي مظاهر الاستبشار والفرح والحبور تملأ المكان من حوله.. ها هو - رعاه الله - يسير نحو مستقبليه بصفائه ونقائه وسماحته.
لقد سَرَت بيني وبين أفراد عائلتي المتحلِّقين حولي دقائق عدّة من الصمت المطبق، والسكون الغريب - على غير العادة!، ذلكم أنّ كلَّ واحد منا قد انشغل في مناجاة حبيبه، ومتابعة تفاصيل حركاته وسكناته، وكلماته، كنا خلالها ننشد الاطمئنان على صحته - رعاه الله -.
جالت النظرات فيما بيننا وسَرَت في العروق نشوة السرور، وتلوّنت الوجوه بتباشير الفرح والضياء، بأنّ مليكنا بخير، وأنه إن شاء الله بدعاء المحبين إلى خير، فالشكر لله، ثم الشكر لك يا أبا متعب، لأنك منحتنا هذا الظهور المهيب الذي جاء رائعاً في توقيته، ومواكباً لأحداثه لكي تطمئن محبيك بداخل المملكة وفي العالم أجمع على صحتك، ولتغدق علينا من فيض عفويّتك وبشاشتك، ومداعباتك رغم آلامك. وليبادلك شعبك بمشاعر صادقة ومخلصة، بكلِّ ما عنده من حبٍّ وولاءٍ ودعوات، متضرّعة لله بأن يكلأكم ويمتعكم بالصحة ويدثّركم بلباس العافية والهناء.
لقد كان يوم عيد المسلمين الكبير عيد الأضحى المبارك، يوم الثلاثاء، وكان أيضاً عيداً لنا نحن السعوديين، بظهور المليك وقائد مسيرة النماء والتطوُّر والانفتاح نحو العلوم والاستثمار والحوار، وعيداً ثالثاً للحجّاج الذين أكملوا بفضل من الله حجّهم بنجاح باهر، خلال هذا الموسم الذي شهد أكبر رقم قياسي في عدد الحجّاج الذين استقبلتهم المشاعر المقدّسة، وذلك بإدارة حكيمة ومتابعة دؤوبة، جاءت بتكليفٍ سامٍ كريمٍ من لدن خادم الحرمين الشريفين لأخيه صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الذي شَرُف بهذه المهمّة، وتصدّى لها، فمنحها بعضاً من حنكته وشيئاً من خبرته الإدارية والعملية الطويلة، حتى تحقّق لها هذا النجاح الذي يشهد له القاصي والداني، والعدوُّ قبل الصّديق.
فلله الحمد والمنّة على واسع فضله وإحسانه، والله نسأل أن يحفظ لهذه البلاد قائدها وراعي مسيرتها ويدرأ عنها الشرور.
نائب رئيس التحرير
