ونحن نتناول إفطار يوم الوقفة، تداول الشباب والشيبان خبر إصابة خادم الحرمين الشريفين بانزلاق غضروفي. وحاول البعض (كالعادة) أن يلعبوا دور العارفين ببواطن الأمور، مؤكدين أن الملك يعاني عارضاً أكبر من الانزلاق.
يوم العيد، قطع أبو متعب قول كل خطيب، وظهر ليطمئننا جميعاً بأنه بخير، وأن الخبر الذي أعلنه الديوان صحيح، وليس من تلك الأخبار التي تقول عكس الحقيقة أو ربعها أو نصفها. ولا شك أن هذه التجربة ستعزز صدقية كل خبر يظهر في المستقبل، بخصوص الحالة الصحية لولاة الأمر أو حالة البلاد بشكل عام.
الأمر اللافت للنظر، هو حديث الملك عن حالته الصحية، إذ قال ممازحاً إيانا، هناك من يتساءل، هل ما أصابه انزلاق أو عرق نساء. ثم علَّق مبتسماً على عرق النساء، بطريقة آبائنا، (ما شفنا من نسائنا إلا كل خير).
وحين أقول آباءنا، فإنني أشير إلى آبائنا الذين يقفون شامخين على آلامهم وجراحهم، ويحاولون أن يظهروا أمامنا لا يشتكون من شيء، حامدين الله على نعمة الصحة والعافية، على الرغم من وطأة الأوجاع التي يئنون تحتها. ووسط كل هذه الأوجاع، نرى الملك يطرح القضية الأثيرة له، دعمه للنساء. فعلى الرغم من الصداع الذي يشق رأس مجتمعنا بسبب شؤونهن، إلا أنه يقف معهن، ويؤكد أنه لم «يشوف» منهن إلا كل خير. مما يجعلنا نستشعر أن ثمة مزيداً من الدعم للنساء في أزماتهن الراهنة.