تختلف حالات الخوف التي نشعر بها نتيجة خطر معين عن حالة الفوبيا، فتعرف الفوبيا بأنها مرحلة متقدمة من الخوف المتواصل والشديد وغير المعقول من شيء أو موقف معين يؤدي إلى تجنب ذلك الشيء أو الموقف وقد يتضمن ذلك التجنب درجة من ا لعجز.
وتنتج الفوبيا بعد تجربة سلبية لأمر منعكس على موقف الشخص من هذا الأمر والتشدد في عدم الخوض فيه مرة أخرى.
وانتشر في بلاد المسلمين الفساد بطريقة كبيرة ومخيفة جداً ولا يمكن مواجهة هذا الفساد سواء على مستوى الدوائر الحكومية أو المساهمات أو غسيل الأموال أو التستر إلا بقانون ونظام صارم وشديد وهذا النظام في حالة إصداره سيقرّر متى سيتم التشهير بالجاني أو المجرم وأصحاب الممارسات الخاطئة كضرورة لا مناص منها لكي يتم إصلاح الحال ومكافحة ومواجهة الفساد والمخرّبين من المرتشين والمزوّرين والمختلسين واستغلال النفوذ بطريقة سافرة وكل جريمة تمس حقوق المواطن والسرقة من أجهزة الدولة الرسمية أو ذات العلاقة بها لأن المختلس والمرتشي يسرق أموال الدولة فإذا كان التشهير عقاباً لكل من تسوّل له نفسه وبالأخص لمن خان أمانته واستغل منصبه ومكانته ليضر بالمصلحة العامة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد).
ومكانة وفاعلية التشهير حين تقوم به الدول الإسلامية ليس فقط كوسيلة عقاب لمن ارتكب جرماً، بل إن قيمته الأهم والأكبر أنه وسيلة للردع فعندما يتم اتخاذ التشهير كوسيلة إضافية للعقاب فإن كل من تسوّل له نفسه أن يرتكب جريمة سيفكر ويحسب حساباً كثيرا ً لمسألة التشهير.
ولكن لا يتم ذلك إلا بعد التأكد من جريمته بحق ا لمجتمع.
comabdullah@hotmail.com