وطني بعطائه.. عربي بانتمائه.. إسلامي بولائه - إنساني بوفائه -
في عطائه الوطني تحرك دولاب الحياة فكانت المشاريع الجبارة.. جامعات تعانق بعضها البعض.. وعشرات الآلاف من المبتعثين.. عبر مساحة عالمنا الفسيح.. ومراكز اقتصادية وعلمية - وعملية تنموية متلاحقة تنقلنا إلى مستقبل أفضل السلاح فيه المعرفة. والدراية.. والتطوير والتنوير.. والنقلة إلى الأفضل.
وفي عطائه العربي فتح قلبه وعقله في سبيل حل مشاكل طرأت هنا أو هناك أو هنالك رغبة في لم الشمل.. وتوحيد الكلمة بداية من العراق الجريح وصولاً إلى فلسطين المستباحة.. نهاية بلبنان الفاتن إطفاء لنار الفتنة.. وما أدراك ما الفتنة.. قاتل الله من أيقظها.
وفي عطائه الإسلامي كان العون السخي في مواجهة الكوارث والنكبات والنوازل.. أينما حلت وأينما حدث بدافع إيماني بأن للمسلمين في توادهم. وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.. دفعاً له بالخير ودفاعاً عنه أيام المكيدة والشر.. وفي عطائه الإنساني كان صوت اعتدال يأبى التصادم.. ويسعى إلى الحوار والتفاهم دون تعصب أو مصادرة لحق.. أو عقيدة سماوية تنادي بالتسامح وحق الإنسان في حياته دون تدخل أو إخلال بضوابط حياته وقد خلقنا الله شعوباً وقبائل من أجل أن نتعارف ونتآلف لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا ميزة لأبيض على أسود إلا بما أعطى وقدم.
إنه الفطري بطبيعته.. العفوي بسجيته.. الإنسان بطبيعته.. المتحرك بمطيته على جادة التجديد وقد أدرك بدرايته أن العالم المتحرك من حوله لا مكان فيه للانتظار ولا للانبهار ولا للتباطؤ.. وإنما خطوات سريعة وواثقة تختصر مسافة الزمن وساحة السياق هكذا دفعه يقينه وقد تملك مسؤولية هذا الوطن.. وقد أدرك ببصيرته وبصره أن القيادة مسؤولية والريادة حركة تعني بركة والتاريخ هو حصاد عطاء يذكر ويشكر.. ولا ينسى.
والدنا عبد الله بن عبد العزيز لم يخذلنا.. ولن نخذله.. لأنه ضميرنا الكبير الذي يتحرك من أجل الإنسان في أي مكان.. لأنه ضمير إنسانية يتجاوز حدود الحواجز التي أقامها الجهل.. وتجاوزها العقل.. له من الجميع الدعاء بطول العمر والمزيد من العطاء لما فيه الخير لهذا الوطن.. لكل مواطنيه.