كانت ولا تزال صحيفة الجزيرة المنبر الأدبي المتفرد كما هي المنبر الإعلامي الرائد، ومن التجاوز المهني الفاضح، وبالتفاف على جهد الآخرين وسلبه بطريقة فاضحة أن يتبنى أحدهم إعادة ما طرحته صحيفة الجزيرة منذ أكثر من خمس وعشرين سنة مضت، دون أن يختزل ما طرحته ويعيد طرحه بطريقته وأدواته الفنية في التحليل وأسلوبه الأدبي الذي يختص به!!
فعلى صفحات (منبر صحيفة الجزيرة) دار نقاش أدبي موثق منذ عام1400 هـ وما قبله (بسنوات) يوثقه العدد (2675) وكتاب الأستاذ عبدالله بن محمد بن خميس (من جهاد قلم) وقد دار نقاش راق آنذاك بشكل أدبي متداول بثراء معرفي حول (الشعر الشعبي والشعر الفصيح) من جهة، ومن جهة أخرى حول مسمى الشعر الشعبي واختلاف تسمياته (كالعامي والنبطي والبدوي) وقد كانت هناك ردود متبادلة يزخر كل منها بالمراجع التي تدعم ما ذهب إليه كل صاحب رأي كان قد طرحه يومذاك، وبالتالي فإن الأمانة التاريخية والأدبية والموضوعية تتطلب أن يشير من يحاول أن يتبنى أفكار من قدموا عصارة فكرهم وجهدهم فيما قدموه إلى ما قدموه احتراماً لهم، وللفكر، والأدب من جانب، ومن جانب آخر لفكر المتلقي الذي لا يمكن أن يخدعه أي صاحب محاولة مكشوفة للملأ، إلا إن كان لسان حاله ما يطرحه بعيداً عن المهنية هو:
الماضي مضى هيهات أن يعود
Let bygones be bygones
وبالتالي (يسن ويحلل لنفسه تجاوزاً متى شاء وبالكيفية التي يراها طرح ما يشاء) وهذه بالطبع فرضية وهمية لا سبيل له إليها.