انطلاقاً من العمل بمبدأ الحوار الذي أرسى قواعده خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، فقد اتبعت مؤسسة الملك خالد الخيرية هذا النهج الرائع قبل أيام، بإقامتها حوارها التنموي الأول حول المنظّمات غير الربحية وكيف يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً في مجال التنمية الاجتماعية.
لا أجامل حين أعبِّر عن الحوار الذي أثبت جدارته وتميُّزه، وكان حواراً راقياً وشفافاً تجاذبته الأطراف المشاركة من جهات مختلفة، كما طبّقه الحاضرون في طرح الأسئلة ووجهات النظر التي استمع إليها المحاضرون وأجابوا عليها بشفافية وبجدارة رئيس الجلسة الذي تميّز في طرحه وأسئلته وإدارة الحوار والنقاش، ولم يتورّع في حصار المحاضرين، ولا بد أنني هنا أتحدث عن الإعلامي السعودي تركي الدخيل.
لطالما سمعت وقرأت عن المبدعة ثريا العبيد، المرأة السعودية التي تعمل كمدير تنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للإسكان، والتي أبدع حضورها وطرحها وأسعدني لقاءها وجهاً لوجه في رحاب مؤسسة الملك خالد التي كان لها التميُّز في تنظيم هذا الحوار الذي قالت عنه صاحبة السمو الملكي البندري بنت عبد الرحمن الفيصل المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية، بأنّ الحوار يشكِّل عنصراً هاماً للبحث في أهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها المملكة والتي تعتني بها مؤسسة الملك خالد.
لعلّ مؤسسة كمؤسسة الملك خالد، وقد حرص أصحابها ومؤسسوها على الحفاظ على نهج الملك خالد - رحمه الله - لتستمر الأعمال الخيرية، فقد كانت صرحاً يذكِّر بالراحل العظيم ويخلِّد ذكره الطيِّب، وعمله الذي لم ينقطع بوفاته، بل استمرت الصَّدقة الجارية والولد الصالح الذي يدعو له والعلم الذي ينتفع البلاد به.
ولطالما عملت هذه المؤسسة وبكلِّ طاقاتها وإمكانياتها لتحقيق الهدف المرجو، في خدمة المواطن والارتقاء به في مجالات عديدة، وكانت وظلّت نبع عطاء متجدِّد وحاضر بفضل حرم الملك خالد وأبنائه الذين ساروا على نهجه.
وكان هذا الحوار في فضاءات المؤسسة ليكون منبراً لرفع وعي المواطن بدور المنظّمات غير الربحية، وأرضاً خصبة لتبادل الأفكار في مجال التنمية الاجتماعية الاقتصادية.
تنظيمٌ أنيقٌ وجهدٌ كبيرٌ يُشكر عليه القائمون والمؤسِّسون لهذا الحوار، ولا يفوتني هنا أن أذكر الأستاذ رياض العبد الكريم الذي قدّم ما قدّم لإنجاز هذا اللقاء الحواري بدعوات لفئات عدّة، منها الإعلام الذي لا يمكن أن تنجح تظاهرة ما إلاّ به وبدوره في الإشارة للمناسبة وتوجيه المجتمع.
مشاريع كثيرة انطلقت من طيّات هذه المؤسسة ونشاطات نفتخر بحضورها، كان لا بد لما كان من جهود جبارة أن تحقق هذا النجاح وهذا التألُّق، ويمكننا أن نستشرف أنّ المسيرة المستقبلية للمؤسسة لا بد وتأتي بنتائج مشرقة وأصداء تليق.
تلك كانت خطوة ملك كانت له إنجازات متعدِّدة ولم يتوقّف هذا السخاء حتى بعد وفاته، ليكون في أشكال عدّة أهمّها تخليد ذكراه، وهنا اتذكَّر المثل «إلى خلف ما مات».
وأخيراً:
تغرقها غيرتها في الشك..
تصير الياسمينة غريمتها
وتاء التأنيث المفتوحة والمربوطة
يصير الحب أسلاكاً شائكة وقنبلة موقوتة.