تشرفت بحضور افتتاح لقاء برنامج الندوات الموجهة لخطباء منطقة الرياض في شهر شوال الماضي وسعدنا بمقابلة سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والاستماع إلى محاضرته التي كانت بعنوان: (خطبة الجمعة وأهميتها في تحقيق الوسطية والأمن الفكري) ولم يكن هذا اللقاء وهذا البرنامج عادياً على الإطلاق ولذلك اسمحوا لي أن أقف معه عدة وقفات:
الوقفة الأولى: بادرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف متمثلة في فرع الرياض في تنظيم وإعداد هذا البرنامج يجعلنا خطباء الرياض أن نتقدم بالشكر الجزيل لوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ: صالح آل الشيخ ولمدير فرع الوزارة بمنطقة الرياض فضيلة الشيخ: عبدالله الحامد ولجميع العاملين والمخلصين في إنجاح هذا البرنامج ليحقق أهدافه المرجوة.
الوقفة الثانية: هي دعوة لخطباء منطقة الرياض للاستفادة القصوى من هذا البرنامج والحرص والمبادرة في حضوره, والمشاركة الفاعلة مع المحاضرات والندوات, وما يقدم فيها من مادة علمية وشرعية وقضايا واقعية ومعالجات اجتماعية ومقابلات مع نخبة من العلماء الأجلاء سيساهم في تطويرنا جميعاً, وحل مشاكل المجتمع وخاصة في قضايا الغلو والإرهاب والانحراف الفكري, والذي على الخطيب دور بارز في معالجتها.
الوقفة الثالثة: من توفيق الله أن نلتقي مع سماحة المفتي -وفقه الله - حيث كان مدرسة في العلم والتجربة فهو عالم جليل وخطيب مفوه وحكيم خبير, مما جعل اللقاء أكثر قربا لنفوسنا وأسرع في استجابتنا, فحديث الأب لأبنائه حديث لا يمل يمتلئ صدقا وحبا وحكمة وحرصا وشفافية, وهذا ما لمسناه في محاضرة المفتي جزاه الله خيراً, في تأكيده على العناية بالخطبة والحرص على نفع المسلمين واختيار المواضيع المناسبة لهم وعدم إقحام الخطبة بالقضايا السياسية أو الصحفية وألا تكون الخطبة أداة انتقام أو تهييج أو تشخيص للقضايا, بل يجب أن تكون مفيدة للصغير والكبير والجاهل والعالم, وتعالج شأن المجتمع وتوجههم.
الوقفة الرابعة: استشعر الجميع أهمية مثل هذه اللقاءات وخاصة مع كبار العلماء الأجلاء واستفدنا فائدة كبيرة منها مما يجعلنا نرجو من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ومن فرع منطقة الرياض استمرار مثل هذه البرامج والتأكيد عليها وعلى حضورها والاستفادة منها ولا مانع من تطويرها, وأقترح الاستمرار أيضا في شفافيتها بالطرح والمعالجة والحوار.
الوقفة الخامسة: أود أن اقترح لفرع الوزارة بمنطقة الرياض التي قامت بجهد مشكور وواضح في تهيئة اللقاء مع المفتي والاستقبال والتنظيم المميز والتقدير لمكانة الخطباء, فأقترح تقسيم خطباء الرياض إلى مجموعات نظراً لكثرة العدد لكي نضمن الحوار والنقاش وطرح القضايا ومعالجتها بشكل أوسع حسب الوقت المخصص, والذي دعاني لذلك ما شاهدته من الخطباء من تفاعل واضح مع سماحة المفتي في كثرة الأسئلة والأطروحات مما يدل على أن في جعبة الخطباء الكثير من القضايا التي تحتاج إلى مناقشة وإجابة وافية, وفي تقليل العدد وتقسيمهم إلى مجموعات مستقلة يساعد في إثراء هذه اللقاءات والاستفادة منها بشكل أفضل.
الوقفة الأخيرة: من الضروري أن يستشعر الخطيب أهمية هذه المرحلة في تعزيز الأمن الفكري ومحاربة الغلو والتطرف وغرس الاعتدال والوسطية والإحساس بالمشكلة في انحراف بعض شبابنا وتبنيهم للأفكار الضالة وممارستهم لأعمال الإرهاب والفساد والتكفير والقتل, ولذلك أدعو نفسي وجميع الخطباء في الحرص على كل ما يعالج هذه الظاهرة ويحفظ الأمن في بلادنا ومجتمعنا ويحمي شبابنا من الفتن والمضلات.
وأسأله تعالى أن يحفظ ولاة أمرنا وعلمائنا وبلدنا من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان, والله الموفق.
*إمام وخطيب جامع والدة الأمير عبدالعزيز بن فهد بحي الفلاح