المناسبات الإسلامية المهمة ومنها مناسبة تأدية شعيرة الحج الركن الخامس في الإسلام لم تأتِ عبثاً ولم يأمر بها الله اعتباطا، فهي تأكيد على وحدانية الله، وعلى ترسيخ القيم الربانية التي تهدف إلى تأسيس قيم أخلاقية وإنسانية تسعى إلى جعل البشرية وحدة إنسانية واحدة تشترك في قيم عظمى، والمناسبات الدينية ومنها الشعائر الإسلامية التي يؤديها الحجاج من التهيؤ والتروية في منى ثم الوقوف فوق صعيد عرفة نهاراً كاملاً يملؤه الإيمان والخشوع والابتهال والعبادة الحقة، فهو عمل إيماني وراءه إرادة إلهية عظمى وحدت الأمة وجعلتها مستجيبة لنداء الخالق وخصه بالعبادة المتفردة التي لا يشترك معه فيها أحد سواء من جبابرة الأرض أو حفظته الذاكرة من عظماء أو حكماء.. وحتى أنبياء، فلا معبود واحدا إلا الله، ولا شريك له، أمة توحدت لا تعبد إلا إله واحد.
هذه المناسبة الدينية الكبرى المعقودة بعناية الرب والمحفوفة برعايته ما أحوجنا نحن المسلمين لاستثمارها في معالجة ما يعتري أمتنا من ضعف وهوان بسبب تفشي الفرقة والجهل وطغيان الغلو في الفكر والفعل لبعض منا وخصوصا الشباب الذين أصبحوا أدوات لتفجير الأمة وهدم بنيانها.
وكم كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صائباً وحكيماً وهو يحث أبناء الأمة الإسلامية على استثمار هذه المناسبة وكل المناسبات الطيبة ليطلق أبناء الأمة الإسلامية حواراً مع أنفسهم ومع الأطياف والتجمعات داخل الأمة لاجتثاث السلبيات والآفات التي أضعفت المسلمين بسبب الفرقة والجهل والغلو.
إن خادم الحرمين الشريفين مطلق ومتبني ثقافة الحوار التي أقبل عليها العالم أجمع، وأصبحت ثقافة أممية، لذا يجدر بنا نحن المسلمين أن نكون أول من يتشبث بها ويعمل بها لأنها تشكل مناجاة لنا وتعالج الكثير من المشاكل التي تحاصرنا.
JAZPING: 9999