|
مكة المكرمة - محمد العيدروس
هنأ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا -حفظهم الله- على ما تحقق من نجاح لموسم حج هذا العام من خلال التسهيلات التي قدموها والفرص التي أتاحوها لأبناء هذا الوطن العظيم ليؤدوا ما وجب عليهم نحو دينهم وبلادهم وحجاج بيت الله الحرام.
كما قدم التهنئة لكل حجاج بيت الله الحرام على إتمامهم هذا الركن من أركان الإسلام وأداء فريضتهم بكل يسر وسهولة، وحمد الله على ما مكّن به هذه البلاد قيادةً وشعبًا على تقديم ما يمكن تقديمه من خدمة وتسهيلات لأداء هذه الفريضة من قبل الوفود الإيمانية الإسلامية التي وفدت على هذه الأرض المقدسة لأداء فريضة الحج.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه أمس بمقر الإمارة بمنى وحضرته وسائل الإعلام المحلية والدولية وبعثات الحج الإعلامية، حيث أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أن هناك خططًا للقضاء على ظاهرة الافتراش والحجاج غير النظاميين، حيث تم البدء في تنفيذ هذه الخطط منذ العام الماضي وكان لها تأثير إيجابي وفي هذا العام التأثير الإيجابي أكثر، حيث إنه في هذا العام قلت نسبة الحجاج غير النظاميين عمّا كانت عليه في العام الماضي بنسبة 20 في المئة وهذا شيء جيد.
وقال سموه: إنه سيتم مواجهة هذه المشكلة لعدة سنوات قادمة وكلَّنا أمل في أن التنظيمات والتشريعات الجديدة سوف تحد في كل عام عمّا كانت عليه النسبة في العام الذي قبله ونأمل أنه في خلال بضع سنوات من الآن أن نقضي فعلاً على مشكلة الافتراش وتسلل عدد كبير من الحجاج غير النظاميين.
وحول قرار منع المركبات الصغيرة من دخول المشاعر المقدسة وهل ستمنع الحافلات من دخول المشاعر المقدسة بعد تجربة قطار المشاعر المقدسة قال سموه: «لا أعتقد أن الحافلات سوف تمنع من دخول المشاعر لأن الحافلات سوف تكون عنصرًا أساسيًا في النقل لمدة طويلة لا أعلم إلى متى ولكن إلى أن يكون هناك بديل مقنع عنها».
وقال سموه: «نحن راضون جدًا عن النجاح الذي حققته هذه التنظيمات ومنها منع المركبات الصغيرة»، مضيفًا سموه أنه لا تزال هناك تجاوزات وخروقات، مؤكدًا العزم على تلافيها خلال الأعوام القادمة، حيث سيكون هناك إن شاء الله انضباط أكثر وذلك من خلال أمرين الأول عن طريق الحملات التوعوية التي نقوم بها في كل عام قبل الحج والأمر الثاني هو التشدد في تطبيق النظام، مجددًا العزم على تطبيق النظام بكل حزم وبكل قوة.
وحول وجود سلالم كهربائية على جسر الجمرات أكَّد سمو أمير منطقة مكة المكرمة أنه منذ قيام المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله - وهذه البلاد حكومةً وشعبًا تعمل في كل عام على تطوير وسائل وطرق الخدمة للحجيج في هذه الأراضي المقدسة وفي كل عام هناك مشروعات جديدة وتطويرية، مؤكدًا سموه إصرار المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- على جعل رحلة الحج الإيمانية رحلة سهلة وميسرة من خلال الاستفادة من الوسائل العصرية الحديثة وتقديم كافة الخدمات، واستقبال وفود الرحمن بكل تكريم واعتزاز وضيافة.
وفيما يتعلق بتطوير مشروعات المسجد الحرام والمطاف أوضح سموه أن هناك خطة ودراسة يتم إجراؤها الآن وسيتم الانتهاء منها خلال الأشهر القليلة القادمة لمخطط شامل لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وسيتم عرضها على خادم الحرمين الشريفين، وعند إقراره سوف يبدأ التنفيذ فورًا لهذا المخطط والرؤى والدراسات المقدمة، كما أن هناك دراسات أمر بها خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المطاف وكذلك لحركة النقل لمكة المكرمة بالنسبة للدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام وللدخول والخروج من وإلى مكة المكرمة واستخدام أحدث وسائل النقل لهذه المدينة المقدسة.
وقال سموه: كما تعلمون إصرار القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- على جعل مكة المكرمة من أجمل المدن في العالم.
وحول سؤال عن تقييم الخدمات والدروس المستفادة من الموسم أفاد سموه أنه في كل عام يتم تقييم ما حدث في الموسم ودراسة الإيجابيات والسلبيات وتطوير الإيجابيات ومعالجة السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات كما يتم الاستفادة من الدروس في كل عام وليس في مرة واحدة أو مناسبة واحدة.
وبيَّن سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن هناك دراسة الآن على وشك الانتهاء منها وهذه الدراسة تشمل جميع المشاعر المقدسة بالإضافة إلى مكة المكرمة وتشمل الدراسة الطرق والسكن والإقامة والمشاة وكل العناصر التي تهم الحاج في هذه المشاعر المقدسة إن شاء الله.
وأوضح سموه أن هناك دراسة لإمكانية التحكم في كل المنافذ من مكة إلى المشاعر المقدسة، مبينًا أنهم مع الزمن والوقت سيتغلبون على هذه المشكلات وسيتحكمون بها إن شاء الله.
وحول التعاون مع الدول الإسلامية في توعية حجاجها قال سموه: إن هناك تنسيقًا كبيرًا بين وزارة الحج والوزارات المعنية والمؤسسات المعنية بالحج والحجاج في هذه الدول، مبديًا تقديره واحترامه لبعض الدول التي قامت بالتوعية والتوجيه لوفودهم قبل وصولهم إلى هذه البلاد، وقال: إن بعض الدول لا تزال لا تقوم بتوعية حجاجها، راجيًا أن يكون هناك اتصال وتنسيق بين جميع الوزارات المعنية «وزارة الحج والثقافة والإعلام والشؤون الإسلامية والخارجية» لاستخدام أفضل الطرق ووسائل للتوعية، فلا بد أن يأتي الحاج من بلاده وهو يعي تمامًا ما هو مطلوب منه وما سوف يؤديه وكيف يؤديه في هذه البلاد والمشاعر المقدسة لكي تكون رحلته ميسرة ومسهلة وبدون مشكلات، مشيرًا إلى أن النواحي الشرعية فالحكومة تقوم بذلك خير قيام بالتوعية الدينية والشرعية وليس هناك مشكلات في هذا الصدد.
وحول عدد الحجاج هذا العام قال سموه ما أعلن رسميًا: إنه 2 مليون و800 ألف حاج تقريبًا هذا هو الرسمي، واعتقد أن هناك عددًا أكبر من الحجاج غير النظاميين والمتسللين.
وحول الجدول الزمني لتحويل الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة من الامتداد الأفقي إلى الامتداد الرأسي والعمودي قال سموه: «لا استطيع أن أعطيك برنامجًا أو جدولاً زمنيًا بذلك لأن المشروع تحت الدراسة وعندما ينتهي سوف يقدم إلى خادم الحرمين الشريفين وإذا أقره -حفظه الله ورعاه- سوف يبدأ التنفيذ فورًا ويعلن عن المدة الزمنية».
وحول وجود نية لتحديد عدد الحجاج قال سموه: «بالنسبة للحجاج القادمين من خارج المملكة هناك اتفاق وخطة متفق عليها بين الدول الإسلامية أن هناك نسبة معينة لكل دولة بعدد سكانها من الحجاج ولكن المشكلة أن هذه النسبة تزيد كل عام لأن نسبة السكان في تلك الدول تزيد كل عام ولا ادري إلى متى سوف نستطيع استقبال الزيادة في كل عام والمشكلة الأخرى التي يجب أن تحل بسرعة وهذه في أيدينا نحن في داخل المملكة العربية السعودية هي الحجاج غير النظاميين من داخل المملكة وهذه لا بد أن تحل عاجلاً وأن توضع لها حدود وإلا سوف تكون فوضى».
وحول من ساهم في تسلل الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر المقدسة قال سموه: إن التساهل في عدم احترام النظام يشجع على الفوضى فالتساهل مع النظاميين الذين يحترمون النظام وأما الذين لا يحترمون النظام فلا يجب التساهل معهم.
وبيَّن سموه أن هناك العديد من الملاحظات تشمل الافتراش والمتسللين والحجاج غير النظاميين وهناك ملاحظات على كثرة النفايات ووجوب النظافة بطريقة أفضل مما هو عليه الآن، كما أنه لا بد من إعادة النظر في موضوع السكن في المشاعر المقدسة وتنظيمه وتحسين النقل في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة وقال سموه: «ومن أهم الأمور التي يجب أن تحل وبسرعة وهي محل اهتمام سيدي خادم الحرمين الشريفين ويتابعها دائمًا وآخر مرة تابعها معي ليلة النفرة من عرفات إلى مزدلفة ووجهني خادم الحرمين الشريفين بالوقوف ورفع تقرير سريع له عنها وهي مشكلة الازدحام في هذا اليوم عندما ينصرف الحجاج من منى إلى مكة والازدحام حول الحرم وداخل الحرم».
وأكّد سموه أن القيادة واعية لكل المشكلات والسلبيات وتقوم بمعالجتها، وخادم الحرمين الشريفين يحث دائمًا على تقديم المقترحات وبسرعة لتلافي جميع السلبيات وتخطي جميع المشكلات.
وحول الحملات الوهمية أوضح سموه أنه تم اليوم القبض على أحد أصحاب هذه الحملات الوهمية، مؤكدًا سموه أن العقوبات على أصحاب هذه الحملات دون المستوى المأمول ولكن المراقبة والمتابعة ليست دون المستوى المأمول فالمراقبة والمتابعة هي على المستوى المأمول ولن نترك أي متلاعب أو متهاون في تطبيق الأنظمة أو هؤلاء الناس الذين لا يخافون الله ويستعملون الغش والتدليس في ابتزاز حجاج بيت الله الحرام ولن نتسامح معهم أبدا.
وعن تكاليف الحج وما تتحمله المملكة من أعباء مالية وإشراك القطاع الخاص في هذه التكاليف.. أجاب سموه أن شركة موبايلي تسهم في الحملة الدعائية التوعوية التي تبنتها الإمارة أما تكاليف الحج والخدمات المقدمة للحجاج فكلها حكومية ومن ميزانية الدولة.
وأبرز الأمير خالد الفيصل أن المبالغ التي تصرفها الحكومة لخدمة ضيوف الرحمن تفوق الخيال وأن المشاريع التي المنجزة في المشاعر التي أعلن عنها مثل الخيام وجسر الجمرات والقطار والطرق والمستشفيات تقدر قيمتها بآلاف المليارات وهناك الخدمات غير المنظورة التي تقدر قيمتها مثل تكاليف الكهرباء والمياه وعدد الأفراد الذين يقومون بالخدمة ومئات الألوف الذين جنّدوا بالعمل في الخدمة.
وتابع سموه يقول: «هناك أكثر من 20 ألفًا يعملون في الخدمات الصحية فقط وهناك أكثر من 140 ألف في مجال الأمن يخدمون في المشاعر المقدسة أثناء الحج بالإضافة إلى ما هو خارج المشاعر المقدسة فهناك خدمات تقدم في المطارات والموانئ والمنافذ البرية والطرق التي لا تحصى وكلَّها مجانية للحاج».
وأماط سموه اللثام عن انتهاء مشروع صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز.. وقال سموه في هذا الخصوص: «إن هذه الصالة كأنها في أحسن مطار دولي في العالم ولا ينقصها أي شيء واختصرت المدة التي يقضيها الحاج منذ خروجه من الطائرة حتى تقله الحافلة من المطار إلى أماكن السكن، بعد أن كانت تستغرق المدة من أربع إلى خمس ساعات في تلك الصالة الآن أصبحت أقل من ساعة - من أربعين إلى خمسة وأربعين دقيقة - وهذا إنجازٌ كبيرٌ جدًا».
ورأى أنه إذا تم تطوير وسيلة المعلومات المطلوبة من الحجاج في المستقبل وأصبحت تؤخذ من الحجاج في السفارات خارج المملكة فإنه سيتم تقليص المدة التي يقضيها الحاج في المطار إلى نصف ساعة أو أقل، مؤملاً أن تتم هذه الخدمة في العام القادم أو الذي يليه.
وتوقع سموه أن يحدث تطوير مطار الملك عبد العزيز في جدة نقلة نوعية ليس فقط للحج وإنما لحركة النقل والطائرات والطيران في المملكة، مبينًا أن المشروع مجهز تجهيزًا عصريًا وتقنيًا بأحدث الوسائل المتبعة في جميع مطارات العالم المتقدم.
وفي سؤال عن شركات الطيران التي تخل بعقودها مع الحجاج الأمر الذي يؤدي إلى التكدس في المطارات أوضح سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن كل هذه أمور مسجلة وهناك أجهزة مكلفة بالمتابعة والمراقبة وسوف تتخذ بشأنها إجراءات كما تتخذ سنويًا.
وقال في هذا الصدد: «هناك إجراءات وعقوبات على هذه الشركات والمؤسسات التي تخل بالاتفاقيات والأنظمة ولا تلتزم بها»، مشيرًا إلى أن هذه المشكلات تحدث في جميع أنحاء العام وجميع المناسبات حتى في الأيام العادية وأن كل شركة تخل بالعقود تحاسب وتعاقب».
وعن زيادة عدد الحجاج غير النظاميين قال الأمير خالد الفيصل: «إننا نتابع هذه الأمر وهناك إصرار من الدولة بوجوب تطبيق الأنظمة بكل حزم وسوف ننفذ هذا ولن نتهاون مع من لا يحترم الأنظمة».
وحول تقييم سموه لقطار المشاعر المقدسة قال: «حسب ما أسمع من الذين استقلوا القطار أنهم سعيدون جدًا بالقطار، حيث إنهم في الماضي كانوا يستغرقون ساعات طويلة في الانتقال من مشعر إلى آخر أما الآن فأصبح الواحد ينتقل في دقائق» مبرزًا أن ما حدث هذا العام هو تجربة وأن الطاقة التي استخدمت في القطار لا تتعدى من 33 إلى 35 في المئة من طاقة القطار وفي العام القادم ستكون الطاقة كاملة 100 في المئة وسوف يكون الاستفادة منه أكثر من هذا العام ومن التقارير الأولية أنه ناجح جدًا.
وحول وجود مشاريع للمشاة تقلل ما يتعرضون له من معاناة قال سموه: «لا استطيع أن أقول: إن هذا سوف يحدث أو لا يحدث وكل ما استطيع أن أقوله الآن: إن هناك دراسة تشمل جميع المشاعر المقدسة بالإضافة إلى مكة وفي حال الانتهاء منها وسوف تنتهي قريبًا إن شاء الله وتعرض على خادم الحرمين الشريفين وإذا أقرها المقام الكريم سوف نبدأ في تنفيذها فورًا وفي ذلك الوقت سيعلن عنها».
وأزجى سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية شكره وتقديره لكل من أسهم في خدمة الحجيج هذا العام. وقال في هذا السياق: «لا أقصد فقط الوزراء والوكلاء ومديري الإدارات وقيادات الحج وإنما أقصد كل العاملين على أرض هذه المشاعر المقدسة من رجال الأمن وكل العاملين في كل الوزارات وفي كل الخدمات الذين يعملون في الميدان وأشكر المتطوعين من الشباب والشابات الذين تطوعوا بالخدمة، وأنا مفتخر ومعتز بالشباب والشابات الذين أسهموا في خدمة الحجيج تطوعا فشكرًا لهم». ارفع رأسك أنت سعودي».
حضر المؤتمر الصحفي صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن خالد الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير سعود خالد الفيصل ووكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري ومدير عام مكتب سمو أمير منطقة مكة المكرمة الدكتور عقاب بن صقر اللويحق.