الملك عبد الله بن عبد العزيز أسر القلوب واستوطن العقول ومشى داخل شرايين الجسد السعودي.. الملك عبد الله أصبح رمزاً عربياً وإسلامياً ودولياً نعيشه داخلنا ونعيش نحن داخله..

الملك عبد الله أطلق شعار (من نحن بدون المواطن السعودي)، وفي المقابل فنحن أولى أن نطلق شعار (من نحن بدون الملك عبد الله؟)

جاء عبد الله بن عبد العزيز في وقت كنا بحاجة في قيادتنا السعودية إلى أن يكون بيننا ملك بحجم هذه القامة التي استأثرت بإعجاب القريب والبعيد.. القاصي والداني.. السعودي وغير السعودي.. العربي وغير العربي.. المسلم وغير المسلم..

عبد الله بن عبد العزيز هو رمز للمملكة العربية السعودية.. ورمز للعروبة والإسلام.. ورمز دولي حقق حضورا استثنائيا بين قادة العالم.. ورفع صوت بلادنا عاليا في المحافل الدولية، ودخل إلى قلوب العالم بحب ومشاعر إنسانية.. عبد الله بن عبد العزيز تجاوز حدود الدولة إلى حدود العالم، وتجاوز حدود الفرد إلى حدود النفس، وتجاوز حدود الكلمة إلى حدود المشاعر..

(من نحن بدون المواطن السعودي؟) أصبح من أهم المبادرات التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز نستلهم منها حبه لوطنه، وتقديره لشعبه.. وأصبحت برنامج عمل فرضه على الأجهزة التنفيذية في الدولة، وأصبح شعاراً غير مسبوق، ولا تضاهيه إلا نظريات السياسة المثالية وقواعد العمل الحكومي الاستثنائي.. (من نحن بدون المواطن السعودي؟) أصبح قوة سياسية كبيرة تفرض ذاتها على واقع الحياة المعاشة في بلادنا.. وأصبح شعارا نرفعه في كل مكان، وفي كل وقت، وتحت أي ظرف من الظروف..

ونبادل الملك عبد الله بن عبد العزيز شعارا آخر يخرج من قلوبنا ويعكس مشاعرنا وهو شعار (من نحن بدون الملك عبد الله بن عبد العزيز؟)، فهذا أقل ما نوفيه به حقه علينا نحن المواطنين.. وهذا ما نشعر به من دواخلنا ونعبر عنه في كلامنا من على ألسنتنا وفي مجالسنا وعموم حديثنا.. لقد كتب الله لهذه البلاد قادة يستشعرون أهمية المواطن، منذ أن أسس هذا الكيان الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - إلى أن وصلنا إلى عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وفي كل لحظة من تاريخ هذه الدولة تظهر القيادة لتكون في مستوى مسؤولية القرار الوطني والعربي والدولي.. وعبد الله بن عبد العزيز صنع لهذه البلاد في فترة حرجة مواقف بطولة، ومشاهد إنجازات، ومبادرات استثنائية.. فمن نحن بدون هذا القائد الذي أسس لنا مملكة الإنسانية، ودولة القانون، وفرض احترام المواطن، وزرع الحب والألفة بين أبناء الوطن الواحد، وبين إخوة الدم والعقيدة.. وأطلق مبادرات عالمية لا يزال العالم حولها (يسهر الخلق جراها ويختصم).. فقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز في هذا العالم فرضت حضورا استثنائيا في كل الأماكن الصعبة، وعلى كل الجبهات الساخنة..

استطاع الملك عبد الله بن عبد العزيز بإخلاصه لعمله، وعطفه على قضايا وطنه، وبطبيعته الاستثنائية أن يكرس مفهوم الحب من القيادة للشعب على أفضل المستويات وأنبل الغايات وبأبسط العبارات.. ومن هذه العبارات التي تأتي من القلب وصل الملك عبد الله إلى القلب.. وبهذه العبارات انطلقت أقوى المبادرات الوطنية والعربية والعالمية.. واقترن اسمه بمثل هذه المبادرات التاريخية التي فاجأت الساسة الدوليين، وحركت مشاعر الشعوب، وغيرت كثيرا من المفاهيم التقليدية في تناول قضايا المنطقة والعالم. وأوجدت للمملكة العربية السعودية مكانة واسعة في قلوب العالم، وأروقة المنظمات الدولية، وصنع اسما لبلادنا في فترة حرجة كانت بلادنا مستهدفة من قبل كثير من دول ومؤسسات العالم جراء تداعيات الحادي عشر من سبتمبر..

عندما نشاهد الملك عبد الله في مجالسه وجها لوجه، أو عبر شاشات التلفزة نستشعر في وجهه التفاؤل وفي حديثه الطمأنينة وفي نظراته الحب وفي قوله الإخلاص.. ولهذا فالمواطن السعودي المخلص لدينه ووطنه وقيادته يبادله هذا الحب بالحب والمشاعر الطيبة بنفس المشاعر والإخلاص بالإخلاص.. وهكذا فعبد الله بن عبد العزيز هو والد وأخ وصديق لكل مواطن.. علاقة بمفهوم الرعاية الأبوية، والأخوة الحانية، والصداقة المخلصة.

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود -