|
تحليل - وليد العبدالهادي
الدخل القومي الياباني ينمو للربع الثالث ويعلن عدم تأثره بارتفاع قيمة الين، والسبب يعود للطلب في آسيا ونجاعة خطط التحفيز، وأسعار المستهلكين في بريطانيا تضغط على المنطقة المؤلمة في الاقتصاد حيث الركود يتزامن مع التضخم، وفي منطقة اليورو اتفق الميزان التجاري والحساب الجاري على تجميل قطاع التصدير من التشوّهات التي يحدثها اليورو من ارتفاعه، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع، لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:
الدولار الأمريكي
وصل إلى مشارف الثمانين أمام سلة عملاته والعزوم بدأت ترتخي كما كان متوقعاً، ويرجح أن يكون المسار الجانبي هو أفضل الحلول دون منطقة الثمانين، ومع نهاية الأسبوع بدأت طلبات المتحوّطين تتكدّس على الذهب الأصفر، مما مكّنه من الصعود إلى 1355 دولاراً للأونصة، لكنه في اتجاه جانبي على مستوى الحركة الأسبوعية حتى الآن، ويتوقع استمرار ذلك للأسبوع القادم، أما خام نايمكس فقد أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية عن انخفاض مخزون النفط بقيمة 3.7 ملايين برميل ساهمت في ارتداده إلى 4.82 دولار للبرميل، خصوصاً أن قيمة الدولار انخفضت مع نهاية الأسبوع، مما جعله رخيصاً بعيون المضاربين، وبشكل عام يبدو أن تقلبات سعرية داخل قناة جانبية هي السيناريو المرجح للعملة الأمريكية.
مبيعات التجزئة تسجل نمو 2.1% لشهر أكتوبر وهي نتيجة تصب لمصلحة المستثمرين، حيث شهدت السلع نمواً في الطلب من قبل المستهلكين، مما انعكس بالإيجاب على قطاع التجزئة والمصارف بالتحديد في أسواق الأسهم، لكن أسعار المنتجين على المقياس السنوي شهدت ثباتاً نسبياً وهو ما قد يربك توقعات المستثمرين لأداء القطاع الصناعي مع نهاية العام، ويشكل ضغطاً على سوق الأسهم وقوة إضافية للدولار، والأهم من ذلك نمو التضخم إلى 2.1% ورغبة العديد من المراقبين في أن يصعد الفدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، وإلا أصيب الاقتصاد بالشلل.
واحتفلت أسواق الأسهم الأمريكية يوم الخميس بعودة صديق العمر (GM - 102 عام) جنرال موتورز للتداول، بعد أضخم طرح أولي بتاريخ أسواق الأسهم العالمية والتي قدرت بحوالي 7.22 مليارات دولار متخطية الرقم الأخير لصالح (VISA) والطرح يتكون من أسهم عادية وأخرى ممتازة، وهذه العودة جاءت بعد شطبها من بورصة نيويورك، وبعد أن أعلنت إفلاسها قبل حوالي 18 شهراً، والسهم افتتح على ارتفاع 8% وأعطت هذه الحفلة انطباعاً بأن المستثمرين متلهفين لسوق الإصدارات الأولية، مما رفع من شهية التداول في أسواق الأسهم بشكل جنوني.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
مصير الزوج لا يزال تحت إمرة البائعين ومستوى 32.1 هدفاً قائماً خلال بضعة أيام وعزوم البيع لا زالت قوية، ويبدو أن الرؤية على المدى المتوسط والبعيد تتجه نحو كسر قاعه الأخير 18.1 يظهر ذلك من النمط المتشكّل في الرسم البياني.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
مستوى 67.1 يمثل نقطة توقف للزوج خلال بضعة أسابيع، لكنه حالياً اختار السير بجانب مقاومات أكتوبر الماضي (58.1-62.1)، ومع نهاية الأسبوع تشكل شمعة مفصلية تشير إلى تهدئة بين قوى البيع والشراء قد نشهدها بداية الأسبوع المقبل.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
الارتداد الذي توقعناه الأسبوع الماضي مستمر حتى الآن ومستوى 87 استراحة مشترين على ما يبدو، يتضح ذلك من قوة العزم الحالي، حيث لا يزال في مرحلته الأولى، وقد تم اختراق الاتجاه الهابط كدليل على قوة إرادة المشترين وبدء رحلة صعود مبكرة.
اليورو
شهد الميزان التجاري وفق قراءة سبتمبر نمواً بنسبة 9.2% بعد انكماش بنسبة 3.4% للنتيجة السابقة، وهي سبب مشروع لارتفاع أسواق الأسهم هناك على الرغم من ارتفاع اليورو، نجد أن التصدير يعمل بشكل جيد هناك، والمفرح أيضا هو ثبات قراءة أسعار المستهلكين عند 9.1% على المقياس السنوي، مما لا يجعل للتضخم أية ضغوط على المنتجين والمستثمرين حتى، ويوم الخميس جاءت أرقام الحساب الجاري لتقلص العجز إلى 2.9 مليار يورو، وهي إشارة أخرى لتعافي قطاع التصدير ولو على المدى القصير، من جهة أخرى نذكر بأن مساعي اليونان لخفض عجز الميزانية إلى 7% تبدو أكثر جدية من السابق.
الجنيه الإسترليني
القطاع العقاري الأكبر تأثيراً في الناتج المحلي البريطاني تلقى خبر انخفاض أسعار المنازل لشهر نوفمبر بنسبة 2.3% يعطي انطباعاً بحاجة المستهلكين للبيع بأسعار أقل، مما قد يؤثر في الطلب الاستهلاكي للمنتجات، ويشير الرسم البياني إلى ترهل سعري في مؤشر (rightmove) للفترة من 2008م إلى آخر قراءة، وأسعار المستهلكين التي تجسد التضخم تضغط على الاقتصاد من الجهة المؤلمة، حيث الركود المتزامن مع التضخم الذي نما إلى 2.3% وفق قراءة أكتوبر على المقياس السنوي وهو الهاجس الأكبر لدى الفريق الاقتصادي لدى الحكومة الحالية، على الرغم من نمو مبيعات التجزئة على المستوى الشهري بنسبة 4.0%، إلا أنّ المتحوطين هناك قاموا ببيع العملة الملكية مؤقتاً، وتم التخلي عن هذا الموقف مع توقف طلبات الإعانة عند 5.4% كان ذلك مع نهاية الأسبوع .
الين
افتتح الأسبوع بخبر مفرح وهو نمو الناتج المحلي الإجمالي على المقياس السنوي للربع الثالث بنسبة 9.3% مقارنة بنمو نسبته 5.1% للقراءة السابقة من نفس الفترة، جاء ذلك بدعم برنامج التحفيز الذي أطلقه المركزي الياباني وبسبب نمو الطلب الآسيوي، على الرغم من انخفاض قيمة الين بداية الربع الثالث لكن حالياً يشهد ارتفاعاً قوياً، مما سيضغط على أرقام الربع الرابع بسبب صعود العملة الوطنية، أيضا تلقى السوق نمو الإنتاج الصناعي إلى 5.11% لشهر سبتمبر، ويشير إلى ارتفاع في التضخم وتحسن في الطلب على السلع الصناعية، لكن هذا التحسن يفيد على المدى القصير، حيث لا زال منذ شهور والمؤشر يلف حول هذه المستويات على المقياس السنوي، وبشكل عام يتضح بيع المخاطرين للين وشراء الأسهم لغرض المضاربة.
(تم إعداد هذا التقرير أثناء جلسة الأسواق الآسيوية يوم الجمعة الساعة 2 ظهراً بتوقيت طوكيو)