مثل طفل يرقب طلة والده الذي غاب، كنَّا نتطلع لنشرات الأخبار لنطمئن على قائدنا عبدالله، مرَّ يوم واثنان، احتبست أنفاسنا، يسعدنا نجاح بلدنا في موسم الحج، لكننا مشغولون بصحة الغالي. عبد الله بن عبد العزيز لم يتعامل يوماً معنا كملك وشعب، لقد تجاوز هذه العلاقة وأقتحم قلوبنا ليزاحم آباءنا الحقيقيين ويصبح له مثل ما لهم من محبة وتقدير.
تضع ابنتي سماعة في أذنها وحين أشاركها طرف السماعة الثاني أجدها تستمع لأغنية «حبيب الشعب عبدالله» تردد الكلمات وتسأل عن أي خبر جديد عن صحة الوالد القائد. ابنتي ليست الوحيدة بين جيلها، تلك سمة غالبة على الجيل الجديد من الأطفال والشباب في السعودية، لقد تجاوزوا فكرة التزلف للسلطة التي كانت حاجزاً أوهمتنا به الصحوة حين كان بعضنا يعبر بعفوية عن مشاعره تجاه قيادته، الجيل الجديد نجا من معاداة الوطنية وأصبح يعبر بصدق عن مشاعره ويتحدث عنها كما يحسها ويباهي بها العالم كله.
حين أطل القائد هدأت النفوس، لهجت الألسن بالحمد والثناء لرب العالمين، أن شفى لنا رمز مسيرتنا وجامع كلمتنا، حين تحدث أسعدنا بعفويته، «لم نر من النساء إلا كل خير» عبارة حين تجئ من ملك البلاد، حين يؤكد الصورة الإيجابية للمرأة هو يحلحل الصورة السالبة التي استقرت في الذهنية الاجتماعية عن المرأة حتى جعلوا اسمها مقترناً بمرض شديد هو (عرق النساء). «ما شفنا من النساء إلا كل خير» عبارة يقولها الملك عبد الله في حديث يدرك أن الملايين من شعبه وغيرهم يرقبون تفاصيله، تحمل رسالة تستدعي حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه حين قال: «استوصوا بالنساء خيراً».
«وما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».
كثير من اللؤماء من الرجال يظنون أن بقاء المرأة ضعيفة، تنتظر من يقدم لها العون، حسب ما تجود به نفسه وحسب تفكيره هو لا تفكيرها هي -يظن هذا هو تكريم المرأة -كرامة المرأة هي أن تختار أن تقرر, أن تنجز, ما تريد أن تؤهل علمياً وثقافياً لتكون إنساناً كامل الأهلية يمتلك من الحرية ما تسير بها حياتها دون أن تحتاج أو تنتظر شفقة أو فزعة.
أيها الملك عبد الله الوالد القائد أرحتنا بطلتك المتعافية وجعلت للعيد رونقاً وخصصتنا نحن النساء بكلمات تسعدنا، فإن كنت لم تر من النساء إلا الخير، فالنساء رأين الخير حين رأينك. أبقاك الله للنساء والرجال، لشعبك الذي تحبه ويحبك.