دائماً أقول، بأنه يهمُّنا إيجاد المسجد، ولا تهمُّنا -مع الأسف- العناية به أو بمرافقه الرئيسة، كدورات المياه أو المكتبة. فكم من مسجد، أُنفقَ على بنائه أموال طائلة، ثم لا تستطيع أن تسجد على سجاجيده من كمية الأوساخ والأتربة، أو لا تستطيع أن تقترب من حماماته المعفنة. وكم من مسجد تبهرك فخامته، ثم لا يكون فيه من يراقب الكتيبات التي فيه، أو حلقات الدرس التي ينظمها البعض تحت سقفه.
وامتداداً لهذه الظاهرة السلبية التي تعاني منها مساجدنا، فإن الحدائق التي نراها دوماً ضمن مخططات الأحياء الجديدة إلى جانب المساجد، تتحول يا سبحان الله إلى وحدات سكنية! وهكذا حرمنا الأهالي من فرصة استغلال الحدائق كمساحات منفتحة يجتمع فيها الأطفال والكبار، خارج الإسمنت المنزلي الخانق.
أما الأحياء التي حافظت على الحدائق إلى جانب المساجد، فإنك لا ترى فيها غير الأشجار الجافة والمقاعد المحطمة والأراجيح الصدئة، مما جعل بعضها يتحول إلى ورش سيارات أو مكب للأثاث غير المرغوب أو الملابس البالية. ويا ليت مسؤولي وزارة الشؤون الإسلامية أو فاعلي الخير، حينما يقررون بناء مسجد، يخصصون مساحة لحديقة، يتنفس فيها جماعة المسجد بعد الصلوات هواءً نقياً، أو يجتمعون فيها لتبادل الأحاديث، بدل بقائهم في المسجد ومواصلتهم لسواليف البيت بأعلى أصواتهم، مما يحرم الناس من ممارسة عباداتهم.