شاركت الأمطار في وداع ضيوف الرحمن الذين أكملوا أداء نسكهم بخشوع وأمان وهدوء في ظل توفر كل الخدمات التي لم تبخل حكومة خادم الحرمين الشريفين بأي شيء منها، وأشرف القادة السعوديون وكبار المسؤولين حتى أصغر موظف مروراً برجال الأمن وحتى الكشافة التي كانت للفتاة السعودية حضور مميز فيها، أشرفوا على تأدية موسم حج مثالي ونموذجي لم تشهده أي شائبة، ومع هذا فإن اللجان العليا والمركزية للحج بدأ رجالها يعملون منذ اليوم .. أول الأيام بعد انتهاء موسم الحج على دراسة السلبيات للقضاء عليها والإيجابيات لتعزيزها ومضاعفتها وموسم الحج الذي سنتحدث عنه بلغة الماضي، لأن اليوم هو اليوم الأول للموسم القادم، الموسم الذي نودع ضيوفه الذين غسلوا ذنوبهم بتأدية فريضة الحج، وغسلت الأمطار أجسادهم، شابه بعض الشوائب التي يتضرر منها ضيوف الرحمن والموجودون في المشاعر المقدسة، فظاهرتا الافتراش والتسلل اللتان وإن تم محاصرتهما والتقليل منهما بصورة كبيرة، إلا أن أحد الأشياء التي لا تزال تتطلب علاجاً وتعاوناً ممن يؤدون فريضة الحج هو الالتزام بالتعليمات والأنظمة التي لم توضع إلا لحمايتهم وخدمتهم، فتحديد نسب الحجيج والحصول على تصريح لتأدية الفريضة لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين هدفه تنظيم تأدية هؤلاء الفريضة، إذ من غير المنطق ولا المساواة ولا الإنصاف أن يؤدي المواطن والمقيم الحج كل عام في حين لا يجد إنسان مسلم آخر فرصة لتأدية الفريضة ولا مرة واحدة.
أما الذين يفترشون الأرض على أرصفة الطرق في منى ويقيمون في ساحات المسجد الحرام ويعيقون مرور السيارات ووسائل النقل لتأدية الخدمات يقيمون أياما وليالي في أوضاع غير صحية تحت «شراع» أو خيمة بلاستيكية دون التزام بنظام أو مواعيد للتحرك والتفويج، فهؤلاء من الفئة المعيقين لحركة الحجاج والمخربين لإنجازات لجان خدمة ضيوف الرحمن، ومثلما عولجت مشاكل رمي الجمرات والتنقل بين المشاعر المقدسة والإقامة في منى، فقد آن الوقت لمعالجة مشكلة الافتراش التي تعد تجاوزاً سلوكياً وتشبثاً بالتخلف..!!
أما الإصرار على التسلل فهو عمل منافٍ للنظام ويعد تجاوزاً لما وضع لخدمة الحجيج ومعالجة هذا الأمر بالتعامل بحسم وحزم مع كل من يقدم عليه مواطناً كان أو مقيماً.
JAZPING: 9999