درجت المملكة العربية السعودية على بذل كل الجهود المخلصة لخدمة ضيوف الرحمن، ليؤدوا عبادتهم في أجواء آمنة ومريحة تتوفر فيها كل احتياجاتهم، وذلك منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثره) حتى العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله-، وتتنامى تلك الجهود وتتطور وتتضاعف عاماً بعد عام لتصب جميعاً في رصيد مسؤولية المملكة تجاه حجاج بيت الله الحرام، ودورها في رعاية الحرمين الشريفين. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - برزت جهود المملكة في هذا المضمار بشكل لم يسبق له مثيل، ابتداء من توسعة الحرمين الشريفين، ومروراً بتوسعة المسعى، تلك التوسعة التاريخية التي حققت أهدافها بوضوح بالإضافة إلى مشروع جسر الجمرات الذي يعتبر من أكبر المشاريع العمرانية في العالم وليس له أي عائد استثماري، بل هو خدمة لحجاج بيت الله الحرام، وهو مشروع عملاق يعكس إمكانيات المملكة وحرصها وسخاءها في سبيل الله، ويتواصل العمل أيضاً بإنجاز قطار المشاعر المقدسة الذي يستخدم لأول مرة خلال حج هذا العام 1431هـ في بادرة تؤكد حرص القيادة الحكيمة على خدمة ضيوف الرحمن، واستغلال كل السبل المتاحة من أجل الهدف النبيل، ألا وهو (خدمة الحرمين) ليتجسد بذلك مسمى خادم الحرمين كحقيقة واقعة تتعزز وتتجذر عاماً بعد عام، وكذلك هناك مشروع قطار الحرمين الذي رصدت له الدولة (أيدها الله) ميزانية تليق بأهميته، وتناسب حرص المليك على إزالة كل العقبات وتسهل الطريق أمام الحجاج. ليست هذه وحدها هي مظاهر خدمة الحجاج، بل هناك الجوانب الأمنية، وتوفير السكن اللائق، والخدمات الطبية، والنظافة، والخدمات البلدية، والتوجيه والإرشاد، والخدمات الإعلامية، وجهود صحة البيئة، وغيرها لتتكامل كل الجهود، بحيث تكون المصالح الحكومية كلها ممثلة في جهود الحج التي يرعاها خادم الحرمين ويتابعها عن كثب، وهدفه الأول والأخير ألا تواجه الحجاج أي مصاعب أو متاعب، وأن يكمل ضيوف الرحمن حجهم ويؤدوا مناسكهم دون مشقة وعناء، وأن تتوفر كافة احتياجاتهم بيسر وسهولة، ومن أجل ذلك جندت الدولة طاقاتها لهذا الهدف النبيل، وبذلك تتحقق خدمة الحجيج في أبهى صورها، وفي كل عام يتجدد هذا العهد، وتتضاعف الجهود، وتتطور الخدمات، ويجد الحجيج راحتهم رغم تزايد أعدادهم، رعى الله حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحفظ بلادنا من كل سوء.