الجزيرة - المشاعر المقدسة

تخطى دور الكشافة السعودية إرشاد التائهين وتوصيلهم إلى مخيماتهم بل أصبح الآن أكثر تقدماً وعمقاً في خدمة المجتمع فشهد حج هذا العام كشافة وجوالة متخصصون في مختلف المهن وبخاصة مهنة الطب ليقدموا الخدمات الإسعافية والطبية لضيوف الرحمن، وبالإضافة إلى ذلك فقد أسهمت تقارير وأخبار الكشافة التي يرسلها مكتبهم الإعلامي النشط إلى كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في نقل واقع نشاطهم أولاً بأول للجميع.

.. ويمارسون مهنة الطب

قال الجوال طبيب المستقبل محمد فهد البويريد من كلية الطب بمدينة الملك فهد الطبية إنه وزملاءه من الكلية بعد أن أنهوا الدراسة بالمرحلة الثانوية والتحقوا بكلية الطب كان أكثر ما يشغلهم كيف نمارس هوايتنا الكشفية ونحن بكلية مثل الطب تحتاج إلى تفرغ كامل ولم يدر بخلدنا أن كل شيء يمكن أن تحققه تلك المعسكرات لنا فكان أن التحقنا بعيادات المعسكرات مع زملاء أطباء وممرضين لم يبخلوا علينا بالتوجيه والمشورة.

ولم نكتف بعلاج الحالات المتواجدة بالمعسكر فقط بل اجتهدنا في إسعاف الحالات الطارئة التي نجد أنها بحاجة إلى تدخل سريع وهم بالقرب من مقر المعسكر مما كان له طيب الأثر إنسانياً وعملياً.

فيما تمكنت فرق الكشافة والمرشدات من إرشاد وإيصال أكثر من 425670 حاجاً تائهاً حتى الساعة الواحدة من ظهر أمس الأول الخميس وذلك في 17 مركزاً لإرشاد التائهين ومركزين لإرشاد الأطفال التائهين في مشعري منى وعرفات، وبين الدكتور عبد الله بن سليمان الفهد نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية المشرف العام على معسكرات الخدمة العامة أن الإرشاد شمل الإيصال والإرشاد الميداني والإلكتروني عبر فرق الكشافة والجوالة والمرشدات اللاتي عملن في مركز إرشاد الأطفال التائهين في مشعري منى وعرفات، وأضاف الفهد أن عدد التائهين الذين تم إرشادهم حتى ظهر الخميس بلغ 195670 تائهاً وبلغ عدد الذين تم إيصالهم إلى مقراتهم 36034 .

وأبدع جوالة الجامعات السعودية المشاركين في خدمة حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة تحت مظلة جمعية الكشافة العربية السعودية باستخدام مهاراتهم في اللغات الأجنبية من خلال دراسة عدد منهم في كليات اللغات والترجمة حيث قام عدد من الجوالة باستخدام اللغات الإنجليزية والفرنسية في عملية التخاطب مع الحجاج وتوجيههم إلى أماكن مخيماتهم باستخدام الخرائط الإرشادية لمشعري منى وعرفات، أكد ذلك قائد المسح والإرشاد القائد محمد السواط، وذكر أن هناك 320 جوالاً من الجامعات السعودية يستخدم عدد منهم اللغات الإنجليزية والفرنسية لإرشاد الحجاج إلى وجهاتهم.

هذا وقد أكد عدد من القادة الكشفيين العرب على تميز الكشافة السعودية في تحقيق أهداف الحركة الكشفية من خلال تنفيذ برامج خدمة المجتمع والتي تتجلى بتقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام من خلال معسكرات الخدمة العامة.

وذكر القائد حمد يوسف عبد الله العمري قائد وفد الكشافة القطرية المرافق لبعثة الحج القطرية أن للكشافة السعودية دوراً بارزاً ومهماً في موسم الحج وذلك من خلال إرشاد التائهين عن طريق الخرائط الإرشادية.

كما أكد القائد الكشفي فاضل الفاضلي من كشافة الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى على أن للكشافة السعودية دوراً كبيراً جداً في مساعدة حجاج بيت الله الحرام في كل موسم وهذا ليس بغريب على إخواننا الكشافين بالمملكة حيث إننا نتابع في كل موسم تقديم الخدمات والمساعدات للحجاج.

أما القائد الكشفي صبري الكاتو من الكشافة السودانية فقد أكد على أن تنمية وخدمة المجتمع فرع أصيل من فروع الكشافة ومشاركة الكشافة السعودية لا تخفى على أحد، يكفي دعوة الحجيج لأفراد الكشافة والكشافين ويكفي الكشافة السعودية فخراً أنها ملجأ للحجاج وملاذ لهم.

من جهته أكد القائد الكشفي أمين أحمد من جمعية الكشافة السودانية أن أهم ما يميز ويشرف المملكة العربية السعودية عن غيرها من الدول خدمتها لحجاج بيت الله الحرام، ولجمعية الكشافة العربية السعودية جهود وأدوار منقطعة النظير يقدمها الكشافون لخدمة الحجاج تتمثل في إرشاد التائهين ومساعدة كبار السن ونقل المرضى إلى المراكز الصحية.

من جهته وصف القائد عماد عبدالرحمن عضو لجنة العلاقات العامة والإعلام في الاتحاد العام للكشافة والمرشدات بجمهورية مصر العربية أن الكشافة السعودية هي الحركة الكشفية العربية الإسلامية الوحيدة التي تجمع بين أصالة الكشفية وتقاليدها العالمية والمحافظة على الهوية الإسلامية.