الجزيرة - الرياض
أتابع ما ينشر في الجزيرة عن موسم الحج والأمن فيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف واطمئنانه على نجاح الموسم بإذن الله، وتعقيباً على ذلك أقول:
تعيش المملكة خلال أيام موسم الحج أعلى مستويات استعدادها الأمني بالمشاعر المقدسة، ولما تشهده المملكة من استقبال أعداد كبيرة من وفود الحجيج بمختلف الجنسيات والحضارات.
وقد نجحت قواتنا الأمنية بإحباط عدة عمليات شغب خلال سنوات سابقة، وسيطرت على أساليب تخريبية متنوعة استهدفت الإضرار بالحجيج قاصدة زعزعة أمن الوفود.
وتقوم لجنة الحج العليا برئاسة سمو النائب الثاني وزير الداخلية بإشراف عام على جاهزية المشاعر بكل احتياجاتها وفي مقدمتها الشؤون الأمنية.
ولو نظرنا لأصل الفلسفة التي تنطلق منها أساليب الفوضى والتخريب، نجدها مرتبطة في الغالب بأي تجمع بشري كبير، وإذا ضمت أجناساً عديدة وحضارات مختلفة فوقوعها من باب أولى، وتتأكد إذا كانت في وقت مخصوص وبمكان محدود.
مما يعني أن هذه الشعيرة لم تقصد لذاتها, والمشاعر لم تخصص عن غيرها.
فالمملكة - بفضل الله - ثم بتوفيرها للطاقات البشرية المدربة, واستعمالها للأجهزة التقنية المتقدمة، أحبطت عدة أعمال إرهابية، وسيطرت على فتن تخريبية، استهدفت (سابقاً) أمن الحجيج وقصدت أمكنة المشاعر.
لأننا لو رجعنا لأساس لبنة سياسة المملكة, نجد أن حفظ حجاج بيت الله في مقدمة أهدافها الرئيسة، وأصل راسخ في ثوابتها السياسية، فبالتالي لا يمكن المساومة عليها أو التراخي لأجلها، رسوخ ذلك صراحة بالمادة 24 من النظام الأساسي للحكم الصادر بالمرسوم الملكي رقم أ - 90 بتاريخ 27 - 8 - 1412هـ والتي نصت على أن (تقوم الدولة بإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وتوفر الأمن والرعاية لقاصديهما بما يمكن من أداء الحج والعمرة والزيارة بيسر وطمأنينة)، واعتبرت الأخذ بمبدأ الحيطة الاحترازية للدوافع الأمنية أمراً لازماً لحفظ قاصدي الحرمين على وجه الخصوص، بنص صريح المادة 33 من نفس النظام التي نصت على أن (تنشئ الدولة القوات المسلحة وتجهزها من أجل الدفاع عن العقيدة والحرمين الشريفين...).
فقدوم الحجيج لأداء مناسكهم - بفضل الله - في مأمن متكامل مدروس، وبإمكانيات معيشية مثالية، وخدمات صحية متقدمة.
المحامي سلطان بن زاحم