لنتخيل معًا هذه الأخبار التي وردت خلال السنوات الثلاث الماضية، عن حال الطلاب السعوديين في أستراليا:
أعلنت السفارة السعودية في أستراليا أن الطالب السعودي فهد السلامة الذي قُتل في أستراليا تعرّض لآثار ضرب وطلقتين ناريتين، ثم أُلقيت جثته في النهر.
يقول المبتعث محمد بن عبد الله السهلي الذي يدرس بجامعة ديكن في مدينة ملبورن في أستراليا بأن ثلاثة أستراليين استوقفوه وطلبوا منه سجائر، وحين أخبرهم أنه لا يدخن ومضى لحقوا به وانهالوا عليه ضربًا وسرقوا نقوده وجواز سفره وجواله.
مجهول أسترالي ذو شعر أصفر قصير يُدخل طالباً سعودياً في غيبوبة بعد أن ضربه بزجاجة على مؤخرة رأسه.
غرق الطالب حسن القحطاني في شواطئ مدينة ولنقونق الأسترالية وما زال البحث عنه جاريًا.
وهكذا هي بعض أخبار الطلاب السعوديين في أستراليا، والأمر ينسحب على طلاب عراقيين وليبيين وحتى على هنود وصينيين وغيرهم، فهناك ما يجعل المتابع يشعر بضآلة المتابعة الأمنية لما يحدث للإنسان عمومًا، في المقابل هاجت وماجت منظمة حقوق حيوان أسترالية منتصرة لحقوق الخراف الأسترالية المصدّرة إلى الشرق الأوسط، وركّزت على الانتهاكات التي تعرّضت إليها السيدات الخراف الأستراليات الحزينات في دولة الكويت، وذلك في حشرها في الصناديق الخلفية للسيارات، وتقييدها بطرق مؤذية وذبحها على الأرصفة، بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة!
أيها السادة الحقوقيون، ماذا عن خرافنا - عفوًا أقصد طلابنا - السعوديين في بلادكم، لماذا يتعرّضون إلى انتهاكات محزنة وحوادث قتل واعتداء على النفس وسلب، فضلاً عن التعامل العنصري والتطفيش في معظم الجامعات الأسترالية؟
هذه المنظمات التي اعتبرت أغنامها تعرّضت إلى ما وصفته ب «المعاملة الوحشية».. وطالبت بحظر تصدير أغنامها إلى دول شرق أوسطية، ألا تفكّر بأننا أيضًا قد نفكّر بحظر تصدير أغنامنا إليهم - عفوًا قصدت ابتعاث طلابنا - إلى دولتهم، خصوصاً أننا وحدنا في كلتا الحالتين من يدفع بالعملة الصعبة، سواء عند ابتعاث طلابنا إلى بلادهم، أو عند استيراد أغنامهم «الموقّرة»! أم تريدون أيها السادة الأستراليون أن نلزم كل طالب مبتعث إلى بلادكم بأن يرفق ضمن مستنداته شهادة براءة معتمدة بأنه لم يقترف أي إساءة سابقة لأي من خرافكم المضطهدة، وأنه لم يفعل أي جناية تجاهها، بل ولا بأس أن يرفق لكم كل طالب صورة شخصية بصحبة خروف أسترالي.. وهو يقبّل رأسه مبتسمًا؟
ماذا نفعل كي ترضوا عنا، ولا تحرمونا من خرافكم وأغنامكم التي تعاني في رحلة بحرية شاقة في الطريق إلينا في الشرق الأوسط، قبل أن تصل ونسومها أشد العذاب والأذى؟ ماذا نفعل؟ قولوا بربكم؟ هل نسكِّنها في فنادق خمسة نجوم قبل العاشر من ذي الحجة، ثم نستأذنها بحب: هل تسمح أيها الخروف الأسترالي الكريم أن نضحّي بك؟!
أظن أن من تُنتهك في بلاده حقوق الإنسان.. وتُمارس فيه أنواع من العنصرية المقيتة، عليه أن يفكّر مرارًا قبل أن ينادي بحقوق الحيوان، وإلا فإن ديننا السمح يخبرنا بأن نرأف بحال الحيوان أيضًا، ففي كل كبد رطبة أجر، وكما في حال المرأة التي دخلت النار بسبب قطة لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.