كما في كلِّ البطولات والتجمعات الرياضية الدولية والإقليمية، لم تعد بطولة كأس الخليج العربي مجرد تجمع لفرق دول الخليج العربية، ولا مباريات بكرة القدم، وتنافس بين شباب ثماني دول عربية. فدورة كأس الخليج العربي أصبحت رمزاً رياضياً واجتماعياً، وحدثاً إقليمياً بارزاً ينتظره كل أبناء الخليج العربي، بل أبناء الجزيرة العربية بعد انضمام العراق واليمن.
هذه الدورة الرمز والذي تسعى الدول إلى استضافتها لم ترفع المستوى الرياضي والكروي للدول التي حظيت بشرف تنظيمها فحسب، بل ساعدت على إطلاق التنمية البشرية والإنمائية في تلك الدول. فالدولة التي تتصدى لاستضافة دورة كأس الخليج العربي، لا تحسن من ملاعبها وإقامة ملاعب دولية ضخمة فقط، بل يصاحب ذلك تحسين بُنية أساسية تشمل إقامة الفنادق وتحسين الاتصالات، وتطوير وسائل النقل، وتحسين الشوارع والطرق وحتى أماكن التسوق والمطاعم، ولا نبالغ إن قلنا إن الدول المستضيفة تكاد تعيد تأهيل كل مرافقها الحيوية حتى تستطيع أن تقيم دورة ناجحة على أرضها، وهو ما تحقق في الدول السبع التي استضافت البطولة على أرضها، وبعضها أكثر من مرة.
اليمن لم تكن مخالفة لما قامت به دول الخليج العربية الأخرى، فبالإضافة إلى التطور الملموس في مستوى المنتخب الوطني اليمني الذي أدى العديد من المباريات الدولية، أكدت أن منتخب اليمن أصبح مقارعاً للمنتخبات الخليجية، وأنه أحد المرشحين لنيل بطولة كأس الخليج العربي الحالية، إلا أن الإضافة التنموية والاقتصادية التي سيحصل عليها اليمن وبالتحديد جنوب اليمن ستكون متعددة وكثيرة. فبالإضافة إلى إنشاء ملاعب دولية كبيرة في عدن وأبين، فإن الفنادق الجديدة والسابقة جُددت وامتُلئت عن آخرها، وأن انتعاشاً اقتصادياً بدأت تظهر بوادره مع بداية الأسبوع الأول من دورة الخليج العربي العشرين، حيث تدور العجلة الاقتصادية وبقوة في عدن وأبين. وهذا مكسب كبير غَفِلتْ عنه عيونُ ما يسمى بالحراك الجنوبي الذي يريد معاكسة فرح واعتزاز اليمنيين بنيلهم شرف تنظيم بطولة كأس الخليج العربي، وأنهم يطمعون أن يتفوقوا على أشقائهم في إنجاز دورة متميزة.
JAZPING: 9999