الحمد الله القائل في محكم تنزيله: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}.. صدق الله العظيم.. ونحمده جل وعلا أن منَّ على سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالشفاء من جراء العارض الصحي الذي ألمَّ به.. فخادم الحرمين الشريفين الملك العادل والراعي الأمين لهذه الأمة ذو القلب الرحيم هو الذي سخَّر جل وقته وراحته من أجل شعبه وعروبته وإسلامه.. فكم نحن سعداء.. وكم نحن مسرورون جداً يا خادم البيتين.. نحن أبناء هذا الوطن الشامخ من شماله إلى جنوبه.. ومن شرقه إلى غربة مع إطلالتكم الأبوية الحانية.. وحديثكم الصادق المعبر لدى استقبالكم -أيدكم الله- إخوانكم من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء والمسئولين والمواطنين الذين قدِموا للسلام على مقامكم الكريم وتهنئتكم بحلول عيد الأضحى المبارك.. هذا الحديث الذي ينم تماماً عن مدى المكانة والرعاية اللتين يحظى بهما شعبكم السعودي الوفي.. فقد أفرحتم قلوب شعبكم.. وأثلجتم صدورهم لدى ظهوركم على شاشة التلفاز (الوطنية) عندما أخبرتموهم -أيدكم الله- أنكم بألف خير.. وأتم صحة ما داموا هم بخير.. فلا أسمى ولا أصدق من تلك العبارات التي كنتم -يحفظكم الله- تتحدثون بها إلى الحاضرين لدى مقامكم في ذلك اللقاء وإلى شعبكم الوفي من خلال شاشة التلفاز.. والأسمى من ذلك أنكم -أيدكم الله- تعتذرون إلى الحاضرين من عدكم استطاعتكم الوقوف لمصافحتهم على الرغم من أنكم ما زلتم -حفظكم الله- تخضعون للراحة وفق البرنامج الذي أراده لكم الأطباء مع العلم أن الجميع قد شاهدكم وأنتم تقفون بعض الوقت لمصافحة القادمين للسلام عليكم.. أي ملك هذا.. وأي رئيس دولة في العالم يأتي ليعتذر إلى شعبه وهو يعيش العارض الصحي؟.. أبداً فليس من ملك أو رئيس دولة في العالم يأتي مثلك على الإطلاق يا أبا متعب.. فلتعلم أيها الوالد العظيم بأن كل فرد من أفراد شعبكم السعودي ذكراً كان أو أنثى كانت أمنياتهم ولا تزال الصادقة بأن يأتوا إليك من أرجاء الوطن ليقبّلوا رأسك ويصافحوا يديك الكريمتين.. وهذا أقل ما يُقدم لك أيها الملك العادل الأمين من هذا الشعب الوفي ولِمَ لا؟.. وأنتم -يحفظكم الله- الذي سهرتم على راحتهم وأمنهم.. وعملتم من أجلهم بكل أخلاص وتفانٍ.. وسخرتم جل وقتكم وراحتكم من أجل تحقيق ما يتطلعون إليه -وفقكم الله-.. وهو ما تحقق لهم اليوم في عهدكم الزاهر الميمون في ظل الرعاية الكريمة التي أوليتموها لكل أفراد شعبكم.. فها هو الوطن بكل أجزائه المترامية الأطراف ينعم اليوم ولله الحمد بأمن ورخاء وتطور يفوق الوصف والتعبير في مختلف مجالات الحياة.. وما نشاهده اليوم من تطور في الزراعة والصناعة والصحة والكهرباء والتعليم والطرق والمواصلات وغيرها كثير من المجالات الأخرى التي شملتها عملية التطوير والتحديث اللتين تمر بهما بلادنا في عهدكم الميمون.. وما هذه الإنجازات العظيمة التي تحققت على أرض الواقع في حقبة زمنية قصيرة جداً من توليكم مقاليد الحكم في هذه البلاد الآمنة المطمئنة -بإذن الله تعالى- إلا من الإصرار وعمل الإعجاز الذي تحقق في ظل إدارتكم وحكومتكم العاملة العادلة.. إلى جانب اهتمامكم -وفقكم الله- في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.. وما شهدته من توسعة عظيمة وإنشاءات في المرافق الخدمية والأنفاق والجسور والطرقات والاتصالات وقطار المشاعر الجديد ومرافق خدمية أخرى تم تسخيرها بتوجيه ومتابعة كريمين من مقامكم السامي لتكون في خدمة ضيوف الرحمن ليتسنى لهم تأدية شعائرهم المقدسة بيسر وطمأنينة.. فنحمد الله تعالى على أن منَّ على مقامكم الكريم بالشفاء من جراء العارض الصحي والذي نحسبه عند الله طهوراً وأجراً عظيماً لكم يا خادم البيتين.. ونسأل الباري عز وجل أن يحفظكم ويطيل في عمركم.. ويسبغ عليكم لباس الصحة والعافية لمواصلة مسيرة البناء المباركة.. وأن يحفظ عضديك سمو ولي عهدكم الأمين.. وسمو النائب الثاني.. وأن يديم على بلادنا وأهلها نعمة الأمن والرخاء.
*مدير عام المراسم بإمارة منطقة الحدود الشمالية -
salahamound@hotmail.com