مما يبعث الفخر في النفس ويشعرها بالاعتزاز ويجعل المرء يزهو بهذا الكيان الكبير، ما يراه الجميع في الداخل والخارج، عناية قيادة هذا الوطن الغالي بأطهر وأشرف بقعتين على وجه البسيطة، فالتاريخ كائن يعيش مع الأمم ويفتح دفّتيه لقراءة أبرز الأحداث والمتغيرات في تاريخ البشرية، وما قدّمه سادتها والمبرزون فيها لبقية أفراد الشعوب والمجتمعات أينما كانوا، سواء على المستوى الاجتماعي أو الإنساني أو العناية بما يتعلّق بمَواطن العبادة وأماكن عمل القربات والطاعات. ويأتي الحرمان الشريفان المكي والمدني من أبرز مظاهر العناية بأقدس البقاع على أديم البسيطة بلا استثناء، ومن تلك المشاريع العملاقة توسعة الحرمين وجسر الجمرات ومشروع سقيا زمزم وقطار المشاعر، فتلك المشاريع الضخمة تصبح أبرز ما يشاهده ضيوف الرحمن هذا العام، والتي سيتفيأ نفعها كلّ من دلف إلى تلك البقاع من أبناء الإسلام الذين جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميق، بحيث يرون مثل ما سمعوا ممن قبلهم، عما تقدمه هذا البلاد المباركة، منذ قيامها على يد مؤسِّس كيانه وموحِّد أطرافها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رفع الله درجته في عليين وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء -، وقد سلَكَ أبناؤه الملوك من بعده هذا المسلك الطيِّب الجليل عناية ودعماً ورعاية بتلك البقاع، حتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيّده الله بعونه وتوفيقه - الذي يتابع بشخصه الكريم ما يقدّم لحجّاج وزوّار وعمّار هذين الحرمين الشريفين، فلنا الفخر أعظمه والاعتزاز أجمله، ولقادتنا وولاة أمرنا صادق الدعاء، بأن يحفظهم ربّ الأرض والسماء، وأن يجزيهم عنا أعظم الجزاء ويعظم أجورهم وثوابهم، وأن يجعلهم ذخراً وسنداً للإسلام والمسلمين.
naged15@hotmail.com