|
الجزيرة - فهد العويضي
حقق موسم الحج لهذا العام 1431 نجاحًا كبيرًا على الإطلاق بتضافر العوامل العديدة والعناصر الجمَّة التي كتبت ملحمة النجاح، الذي كان متوقعًا بحسب المراقبين الذين كانوا قد عبّروا عن توقعاتهم بنجاح الحج لهذا العام في ضوء المعطيات التي وضعت والخطط التي رسمت وأعدت مسبقًا من كافة الدوائر الحكومية، ومن خلال منظومة الخدمات المتكاملة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله لهذا العام والتحديث الجديد على منطقة الجمرات من خلال التوسعة العملاقة التي تُعدُّ الأكبر من نوعها في تاريخ منى الحديث وقد كان له دلالة كبيرة واضحة وأثر بالغ في تسهيل عملية الرمي، وقد استمتع حجاج هذا العام ولأول مرة التمتع برمي الجمار وحتى العجزة وكبار السن والمرضى استطاعوا رمي الجمار دون عناء أو مشقة.
فقد اتسمت التوسعة التي نفذت على منطقة الجمرات بالأكثر رحابة واتساعًا في استقبال الحجاج من أي وقت مضى، واستحداث مداخل ومخارج لكافة الأدوار الخمسة واسعة والطرقات الجانبية ذات اتجاهات موحدة، يفصل بينهما فاصل، الذي أكسب الرماة متسعًا من الوقت والمساحة مما انعكس على رحابة المكان وأخذ يستقبل ويتسع للملايين الذين يتقاطرون على الجمرات على مدار الساعة.
ولقد تمكن الآلاف من المسنين من تحقيق حلمهم لأول مرة بالرمي بكل سلاسة وسهولة ويسر. وهذا ما لمس من أحاديث لدى مئات المسنين الذين ارتسمت على محياهم تلك البسمة الرائعة التي عبّروا عنها بعد رمي آخر الجمار، وهذا مدعاة للفخر والشكر لله تعالى وتحية يجب أن توجه إلى صانع القرار في المملكة القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- الذي لم يأل جهدًا في سبيل تذليل كل المعوقات؛ لكي يحظى كل حاج قادم إلى هذه الديار المقدسة بهدف الحج بكل راحة وطمأنينة. وهذا ما تحرص عليه المملكة في حج كل عام.
وفي هذه السنة قدر مستوى النجاح بالقياسي، وقد وقف على تنفيذ الخدمات الصحية ما يقارب 20 ألفًا من كافة الكوادر الطبية، حيث لم تسجل أي حالات وبائية أو محجرية ولقد وجد الآلاف من المرضى الذين لديهم أمراض بالسكري عمل المراكز الصحية على مدار الساعة في استقبال الحالات وكذلك الإجهاد والإرهاق الذي أصاب بعض كبار السن ولكن جاهزية وزارة الصحة أكّدت أنها مستعدة لمثل هذه الأمراض الطارئة ويمكن السيطرة عليها فورًا وإعطاء الأدوية لكل من أصيب على وجه السرعة.
أما بالنسبة لعملية التنظيم التي أدارتها قوى الأمن التي تقدر بأكثر من 140 ألف رجل أمن فقد كانت محل إشادة من الجميع، حيث شكلت المجموعات من كافة القطاعات الأمنية ووضعت حول جسر الجمرات صمام أمان لأي طارئ أو حادث، فقد انسابت الحركة أحسن ما يكون دون عرقلة، ومما ساعد على ذلك مستوى الوعي لدى الحجاج، حيث أسهمت اللوحات الإرشادية والشاشات العملاقة في تحقيق هذا الهدف السامي..
وقطار المشاعر سهل على الحجاج تنقلاتهم بين المشاعر في أوقات قياسية وكذلك مساهمته في التخفيف من دخول وسائل النقل إلى منطقة المشاعر.
كما كانت لخدمة الإسعاف الطائر الذي استحدث هذا العام دور كبير في نقل الحالات الحرجة من جسر الجمرات إلى المستشفيات القريبة من مشعر منى وقد قدم خدماته على الوجه المطلوب بالإضافة إلى الخدمات المساندة التي تقدمها الجهات ذات العلاقة بشؤون الحج والحجاج التي ارتبطت مع باقي الخدمات في منظومة متكاملة مع بقية الدوائر الحكومية وأعطت خدمات لكل حاج وقف على أرض منطقة المشاعر وهو الشيء الذي ساهم في نجاح حج هذا العام، وهو ما أكَّده صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية.
كما أن مراكز التوعية في الحج قد أدت دورها بفاعلية، حيث تجاوبت مع كافة ضيوف الرحمن وعلى مختلف ألسنتهم في الرد على أسئلتهم والكيفية التي تؤدي بها هذه الشعيرة العظيمة على الوجه الصحيح، فمع انتشار هذه المراكز وجد كل سائل إجابة شافية ومقنعة لكل ما يجول في صدره من سؤال حائر حول النسك، أضف إلى ذلك جاهزية إدارة الدفاع المدني في المشاعر المقدسة الني كانت حاضرة على مدار الساعة ومتأهبة لكل طارئ وبحمد الله لم تسجل حالات تعكر صفو الحجاج.
وبهذه الجهود والتنسيق الكامل بين الدوائر الحكومية وتنسيق جهودها نجح الحج بجدارة واستحق أن يكون بحق نجاحًا غير مسبوق.. فهنيئًا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة التي سهرت على راحة ضيوف الرحمن وبذلت كل ما في وسعها لكي يخرج حج هذا العام بهذه الصورة الرائعة التي تحدثت عن نفسها وبدأت كلوحه زاهية جميلة ورائعة.