اطلعت على ما كتبه د. عبدالعزيز بن جار الله في عددي الجزيرة رقم (13915) وتاريخ 26-11-1431هـ والعدد (139918) وتاريخ 29-11-1431هـ حول جامعات المحافظات التي صدر القرار السامي بإنشائها عام 1430هـ في (شقراء والمجمعة والخرج) حيث نادى الكاتب إلى التفكير الجاد في بناء شخصية وهوية الجامعة، كونها مؤسسة اعتبارية لها هويتها وسياستها المالية والإدارية المستقلة والمرتبطة مباشرة بوزارة المالية، ثم أضاف: أما إذا تركت تلك الجامعات دون مساعدة وتطوير فإننا لم نضف جديداً سوى تغيير التبعيات وإعادة لتوزيع الميزانيات المالية والإدارية، ثم ختم مقاله بالمطالبة بدعم الجامعات الجديدة بالموظفين والميزانيات التي تتناسب مع بداية التأسيس لتتمكن من الوقوف والصمود في هذه الفترة.
وإنني إذ أشكر الكاتب على اهتمامه بتلك الجامعات الوليدة لأود أن ألمح إلى جانب من جوانب التنظيم في تلك الجامعات الجديدة وهو الإسكان الجامعي لطلابها، حيث اضطر كثير من الطلاب إلى استئجار مساكن وغرف غير لائقة بطالب جامعي، فقد سكنوا في غرف وملاحق هي أشبه ما تكون بسكن عمالة سائبة وتفتقد لأدنى معايير السكن الملائم لطالب يدرس في جامعة لديها ميزانيتها المعتمدة لإسكان طلابها وتوفير الطعام الصحي الملائم بدلاً من تركهم يجوبون المطاعم ذات الأسعار المرتفعة مع ضعف الرقابة الصحية عليها من الجهات الرقابية. إن الطالب الجامعي تتشكل شخصيته وسلوكه في تلك المرحلة فمن خلال المحاضرات والمعامل يتم التحصيل العلمي ويكمل ذلك الإسكان الجامعي لما يجده الطالب من خلال المشرفين على السكن من الرعاية الاجتماعية والتوجيهية وكذلك الصحية وقبل ذلك الوجبات الصحية المخفضة السعر حسب المتبع في الجامعات، ولذلك فإنه من الواجب أن تسعى تلك الجامعات الجديدة باستئجار مجمعات سكنية لطلابها وتجهيزها ومن ثم العناية بهؤلاء الطلاب في أوقات فراغهم من خلال البرامج والمناشط الكثيرة التي تسهم في بناء شخصية الطالب وصقلها سلوكياً وعلمياً وصحياً ولو ألقينا نظرة على أهداف الإسكان الجامعي وهو توفير الإقامة المريحة في جو اجتماعي وعلمي وصحي للطلاب وبث روح المحبة والإخاء بين الطلاب المقيمين في السكن وتوفير وسائل الترفيه المفيدة وكذلك التوعية العلمية بإقامة المحاضرات والندوات التي تسهم في بناء شخصية الطالب وتجنبه المزالق التي تؤثر على مستواه العلمي والمسلكي. كما يسهم الإسكان الجامعي في تلقي الإرشادات والتعليمات التي تصدرها الجامعة ومراقبة الوحدات السكنية وتفقد الغرف وتدوين الملاحظات التي تخالف الأنظمة واستدعاء الطلاب المخالفين وتوعيتهم بخطورة تلك المخالفات.
كما يؤدي الإسكان الجامعي إلى ضبط دخول الطلاب وخروجهم من السكن وملاحظة التأخر المتكرر والوقوف على أسبابه؛ لأن ذلك يسهم في الحد من السهر الذي لا طائل منه وينعكس على الطالب عند حضوره للمحاضرات دون تركيز واستيعاب.
إن الإسكان الجامعي بما يقام فيه من أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية تساعد على تطوير مهارات الطلاب وتشغل وقت فراغهم بما يعود عليهم بالفائدة.
وفي الختام أتمنى لتلك الجامعات النجاحات المتواصلة وضبط الأداء والعناية بالطالب بالرعاية النفسية والمسلكية ليتخرج الطالب وهو واثق من قدراته العلمية والعملية ليسهم في البناء والعطاء سواء في القطاع العام أو الخاص بكل ثقة واعتزاز، بما حصله من علم ومعرفة ويحقق تطلعات قادة البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - الذي أولى التعليم الجامعي جل اهتمامه رغبة في بناء الأجيال إلى أعلى مستوى علمي.. وأختم بالشكر لك قارئي العزيز.
عبدالعزيز بن ناصر البراك - وزارة التربية والتعليم