جدة - فهد العيسى
الحجامة وسيلة قديمة حديثة لعلاج بعض الأعراض المرضية التي يشعر بها الإنسان، انتشر استخدامها حديثًا بطرق وأدوات يبدو أنها أكثر حرصًا على التزام أصول الصحة ونظافة الآلة، وفي حديث ضيفنا هنا تفنيد لقول من يرى أن المرأة لا تحتجم، وبيان للطرق السليمة لإجراء الحجامة، وتفصيل لآثارها الصحية، إلى جانب معلومات متعددة عن الحجامة بشكل عام، والحديث التالي كان مع الحجام أحمد علي آل محسن الذي قال عنها:
الحجامة هي عملية إحداث احتقان للأخلاط تحت سطح الجلد في مواضع معينة على الجسم ثم تشريط هذه المواضع (وليس تقطيع) للسماح لهذه الأخلاط بالخروج خارج الجسم؛ بهذه الطريقة نحقق تنظيف مسارات الدورة الدموية ومسارات الدورة اللمفاوية وتحريك الطاقة الراكدة والسماح بتدفق الحياة لهذه المنطقة المصابة بطريقة طبيعية وبدون إعاقة.
من الناس من يود عمل الحجامة ولكن يخاف من ألمها هل هي بالفعل مؤلمة؟
- إذا عملت الحجامة بطريقة خاطئة فسوف تكون مؤلمة ومؤذية وربما تؤدي إلى ضرر المحتجم، وأقل الأضرار هو ترك أثر دائم في مكان الحجامة لا يزول وذلك عندما يتم الضغط على الموس فيفتح بذلك الأوردة والشرايين فتكون تقطيعاً وليس تشريطاً ومؤلمة.
هل عمل الحجامة للمرضى فقط أو أن أي شخص يمكن أن يحتجم وأي المواقع على الجسم أفضل للحجامة؟
- لا يلزم أن تكون مريضاً لكي تحتجم، فالحجامة في هذه الحالة تعتبر حجامة وقاية، لتنشيط الدورة الدموية وإعادة التوازن لمكوناتها وتقوية وتنشيط أداء أجهزة الجسم.
إذا احتجم شخص... فهل يضطر للحجامة مرة أخرى مستقبلاً أي يلزمه الاحتجام كل عام؟
- هذا المفهوم منتشر بين الناس، وهو غير صحيح. بدليل أن أناساً كثيرين عندما أسألهم إذا كانوا قد احتجموا قبل هذه المرة، يجيبون بنعم ولكن قبل سنوات، والسؤال لماذا لم يضطروا لعملها بعد سنة من حجامتهم لأول مرة؟ والسؤال أيضاً مالذي جعلهم يحتجمون أول مرة؟ والجواب أن كثيراً من الناس يشعرون بالحيوية ويتذوقون طعم الصحة بعدها، لذلك عندما يفتقدون هذا الشعور يحتجمون مرة أخرى، وما البأس في هذا؟ أليست الصحة هدفاً للجميع؟
هل الحجامة تعالج جميع الأمراض أم أنها تختص بعلاج بعض الأمراض فقط؟
- يقول صلى الله عليه وسلم: (أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس) رواه البخاري. ينبغي أن نسأل... لماذا أكثر أحاديث الرسول صلى الله وسلم في الحجامة على هذا المنوال؟ أقصد بدون تحديد مرض بعينه تعالجه الحجامة.
إن من يقول أن الحجامة نافعة لأمراض دون أخرى عليه أن يأتي بدليل من قوله صلى الله عليه وسلم.
الحجامة قديمة
هل كانت الحجامة موجودة قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟
- نعم كانت موجودة قبل عهد رسولنا صلى الله عليه وسلم ويعرفها الصينيون والآشوريون والفراعنة والبابليون وقد وُجِدَ ما يدل على ذلك ضمن آثارهم.
كيف أعرف أني بحاجة للحجامة وأن هذا المرض يمكن أن يعالج بالحجامة؟
- هناك أعراض إذا شعر بها أحدنا فهو يحتاجها، مثل الخمول والكسل وثقل النوم والرغبة في تدليك الظهر بالذات والكتفين وربما يصاحب ذلك سوء في الحفظ وثقل في الرأس أو صداع، وهذه كلها تسمى أعراض (تَبيّغْ الدم) أي زيادة السموم. وهذا أصبح مشاهدًا بكثرة وذلك لتلوث الغذاء والهواء والماء بالسموم المختلفة والذي يؤدي في أقل الأحوال لذلك الوضع الذي إن أُهمل ربما أدى لخلل في عمليات الجسم وبالتالي لمشاكل صحية.
هل هناك شروط للحجامة ووقت وماذا يجب عليّ قبل الحجامة وبعدها؟
- يحبذ للحصول على أفضل نتائج من الحجامة أن نلتزم قبلها:
- عدم الرياضة أو الجماع في نفس اليوم.
-الصيام ثلاث إلى أربع ساعات قبلها وليس أكثر لأن كثيرًا من الناس يضعف أثناء الحجامة لذلك قال أنس رضي الله عنه : كنا نحتجم في الليل خشية الضعف، أو يشرب عصير قبلها بنصف ساعة.
- يغتسل قبلها بساعة.
- يحلق رأسه أن كانت حجامته تشمل الرأس.
- يخبر أخصائي الحجامة بما لديه من أمراض.
أما بعدها:
- يفضل عدم الرياضة أو الجماع لمدة يومين.
- شرب عصير بعدها ويأكل بعده بساعة ما يريد بشرط الاعتدال.
هل يمكن عمل الحجامة بعد الأكل مباشرة؟
- عندما يأكل الأنسان فإن دورته الدموية تركز على هضم الطعام، فإذا أجرى الحجامة (تعتبر الحجامة هجوم على الجسم) فإن المخ يوقف عملية الهضم بالتخلص من الطعام عن طريق الاستفراغ حتى يجند الدورة الدموية لمهمة الدفاع عن الجسم عبر عمليات كثيرة ومعقدة، وعملية الاستفراغ القسرية ربما تورث أضرارًا بالمحتجم هو في غنى عنها.
هل يمكننى عمل حجامة بدون خروج دم؟
- نعم يمكن ذلك وتسمى حجامة جافة، وهي مفيدة أيضاً إلى حدٍ ما، وتستخدم للنقاط الباردة، وهي حل مؤقت لإزالة الألم.
هل ينطبق على النساء نفس علاج الحجامة للرجال أي ممكن أن تحتجم المرأة؟
- نعم تحتجم المرأة.
البعض يقول إن للحجامة وقتًا معينًا وإنها إذا عملت في غير وقتها ليست نافعة؟
- فمن أراد الحجامة للعلاج احتجم مباشرة ومن أرادها للوقاية فله أن يحتجم متى أراد.
ما هى الحجامة النبوية والحجامة الحديثة وما الفرق بينهما؟
- (الحجامة النبوية) يقصد بها المواضع التي احتجم عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. أما الحجامة الحديثة فهي استخدام خريطة مسارات الطاقة الكهروماغناطيسية في تحديد مواضع الحجامة حسب كل مرض مع الأخذ في الاعتبار أماكن الألم.
بعد عمل الحجامة هل لا بد أن يكون الدم كثيرًا حتى يستفيد المحتجم؟
- لا ليس شرطًا، هناك من تخرج منه نقط من الدم ويشعر بعدها براحة كبيرة.
في السابق كان يستخدم القرن للحجامة فما هي الأدوات التي تستخدمونها حاليا لعمل الحجامة؟
- بالفعل سابقًا يستخدمون قرون الحيوانات لعمل الحجامة وهذا القرن يستخدم لجميع المرضى مما يسبب الكثيرمن العدوى والأمراض وحاليًا نستخدم أجهزة حديثة عبارة عن أقماع معها جهاز شفط يتم فيه عمل الحجامة للمريض ومن ثم التخلص فورًا من هذه الأدوات واستخدام أدوات جديدة لكل محتجم بعد أخذ حرارته وضغطه.