الجزيرة - إبراهيم الروساء
فرضت التقنية نفسها كإحدى ضروريات الحياة، وأصبحت مرتكزاً للعديد من التعاملات البشرية، ويمكن القول: إنها باتت وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها.
وبالنظر إلى بعض المرافق نجدها تعتمد تدريجياً على التقنية التي بدأت تتغلغل في تعاملاتها، وانتهى ببعضها إلى الاستغناء كلياً عن الورق والطريقة التقليدية التي كانت سائدة واستبدلت المكاتب أسطحها الخشبية، بأخرى ضوئية داخل جهاز الحاسوب.
وتبرز «الهيئة العامة للسياحة والآثار» في هذا المجال كإحدى الجهات الحكومية التي طبقت الحكومة الإلكترونية في تعاملاتها، وسرعان ما تجاوزت البداية إلى تحقيق العديد من الجوائز الإقليمية والدولية في مجال استخدام التقنية التي كان آخرها جائزة التميز في تقديم الخدمات الإلكترونية الحكومية المقدمة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بعد تفوقها في عدد الخدمات الإلكترونية المقدمة على البوابة الوطنية للتعاملات الإلكترونية الحكومية حيث بلغت 54 خدمة.
وعكس حصول السياحة والآثار على جائزة التميز في تقديم الخدمات الإلكترونية، على جهودها في مجال الحكومة الإلكترونية، وحرصها على الحفاظ على ريادتها وتميزها في الإدارة الإلكترونية، ولتظل النموذج المثالي في هذا المجال بين الدوائر الحكومية، إيماناً منها بأن الخدمات الإلكترونية تسهل على المواطنين إنجاز كافة تعاملاتهم مع الهيئة إلكترونياً، وهو ما أهَّلها إلى أن تحتل المركز الثاني بين الجهات الحكومية في عدد التطبيقات المعتمدة وفقاً لبرنامج التعاملات الحكومية الإلكترونية «يسر».
وتعد جائزة التميز في تقديم الخدمات الإلكترونية تتويجاً جديداً لتميز الهيئة في مجال التعاملات الإلكترونية، ونجاحاً آخر يضاف لسلسلة النجاحات التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي نجح في وضع الهيئة في مقدمة الجهات الحكومية في استخدام المجالات التقنية، وهو ما انعكس في تحقيقها للعديد من الجوائز من عدد من الجهات المحلية والعربية والعالمية.
في هذا الإطار يقول الدكتور عبد العزيز بن محمد آل الشيخ نائب الرئيس للمساندة المكلف في الهيئة العامة للسياحة والآثار ل(الجزيرة) خلال السنوات الماضية سعت الهيئة إلى وضع بنية تحتية لأنظمة حاسوبية متطورة من خلال تطبيق أنظمة سير العمل الإلكتروني والبريد الإلكتروني وكذلك الفاكس الإلكتروني والسجلات الإلكترونية والأرشفة الإلكترونية وأنظمة المعلومات الجغرافية، وكذلك تطبيقات تخطيط موارد المنشأة من شركة أوراكل الذي يشتمل على أنظمة المشتريات والمالية والموارد البشرية والرقابة المالية».
وأوضح أن الهيئة قامت بتطبيق أنظمة إدارة المشاريع الإلكترونية مثل الشبكات الحديثة والتطبيقات المتقدمة.
وتابع قوله «هذه الأنظمة التي يمكن أن نرى تأثيرها من خلال التواصل عبر شبكات الفيديو أو ما يسمى ب(مؤتمرات الفيديو المرئية)، مما يغني عن الحل والترحال وهو ما يوفر المال والجهد والوقت معاً».
وأكد نائب الرئيس للمساندة المكلف في الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن الهيئة تسعى إلى تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية بالشكل المأمول، ووفقاً لتطلعات حكومتنا الرشيدة في هذا المجال، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على تقديم أرقى وأفضل الخدمات الإلكترونية للمتصفحين من المواطنين والمقيمين والراغبين في الحصول على الخدمات التي تقدمها الهيئة.
وبين أن الهيئة اليوم تقدم نفسها كنموذج مثالي للإدارة الإلكترونية في الدوائر الحكومية من خلال ما تطبقه من أنظمة إلكترونية متقدمة في مجال عملها والخدمات التي تقدمها.
ومضى يقول «وما جائزة التميز في تقديم الخدمات الإلكترونية الحكومية إلا تأكيد على الجهود التي تبذلها الهيئة في سبيل تطوير خدماتها وإنتاجها».
وزاد قائلاً «إن الهيئة حققت مؤخراً عدداً من الإنجازات نظير الخدمات المتنوعة التي قدمتها ولا تزال تقدمها للمواطنين والمقيمين مثل حصول الهيئة على جائزة الشرق الأوسط الـ15 للحكومة والخدمات الإلكترونية- كأفضل بوابة إلكترونية في مجال المعرفة والمعلومات 2010م، وحصولنا على جائزة درع الحكومة الإلكترونية في فئة المواقع الحكومية والمؤسسات الرسمية، واستحقت جائزة الإبداع البصري لعام 2010م، ونيلها شهادة أوراكل للتميز في تطبيق الحلول الإدارية الإلكترونية من شركة أوراكل لعام 2007م، والتي تعتبر من أكبر الشركات العالمية في مجال البرامج والتطبيقات الإلكترونية، وحصولها على جائزة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي من المؤسسة الأوروبية لرخص قيادة الحاسب الآلي لعام 2005م، إلى جانب جائزة أفضل تطبيق حكومي إلكتروني المقدمة من مجلة ACN لعام 2007م، وحصول موقع الهيئة الرسمي على جائزة أفضل بوابة حكومية إستراتيجية-2010م، وحصول موقع مركز الأبحاث والمعلومات السياحية (ماس) على جائزة المركز الثاني في تصنيف المواقع المعلوماتية-2010، وحصول موقع المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية على جائزة المركز الأول في تصنيف المواقع الثقافية - 2010م.
وعلى الصعيد العربي أبان الدكتور آل الشيخ إلى حصول الهيئة على عدد من الجوائز التي كان آخرها جائزة (أفضل تطبيق إلكتروني حكومي) في الدول العربية المقدمة من مجلة -ACN Award -Arab computer News الصادرة عن شركة ITP العالمية المتخصصة في تقنية المعلومات والإدارة الإلكترونية كأفضل جهاز حكومي عربي في مجال تطبيق التعاملات الإلكترونية، بالإضافة إلى حصول الهيئة على عدد من الجوائز وشهادات التقدير لنجاحها في تطبيق مفهوم الإدارة الإلكترونية في تعاملاتها الإدارية داخل الهيئة وخارجها.
وفاز موقع الهيئة الإلكتروني بجائزة الإبداع البصري من المنظمة العربية للتنمية الإدارية لعام 2010م، وحصل مركز الاتصال السياحي على جائزة أفضل تطبيق داخلي لمركز اتصال في الشرق الأوسط لعام 2009م.
كما حصدت مواقع الهيئة الإلكترونية المراكز الأولى لجوائز الجامعة العربية، حيث حصل موقع الهيئة العامة للسياحة والآثار الرسمي www.scta.gov.sa على جائزة أفضل بوابة حكومية إستراتيجية، وموقع مركز الأبحاث والمعلومات السياحية (ماس) www.mas.gov.sa على جائزة المركز الثاني في تصنيف المواقع المعلوماتية، فيما فاز موقع المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية www.islamicurbanheritage.org.sa على جائزة المركز الأول في تصنيف المواقع الثقافية.
كما حصلت الهيئة على عدد من الجوائز وشهادات التقدير لنجاحها في تطبيق مفهوم الإدارة الإلكترونية في تعاملاتها الإدارية داخل الهيئة وخارجها، منها شهادة الجودة العالمية (آيزو) كاعتراف دولي بتقدم أنظمتها وإجرائها الإدارية، وتم منحها شهادة تطبيق نظام الجودة العالمي.
ونالت الهيئة جائزة (اوراكل) بعد أن أنجزت تطبيق مجموعة من التطبيقات والأنظمة المعتمدة على نظام أوراكل، منها مشروع تخطيط موارد المنشأة الحكومية الذي يحتوي على نظام الخدمات الذاتية، نظام الموارد البشرية، نظام المالية، نظام المشتريات وتدريب منسوبيها على إتقان استخدام هذه الأنظمة بشكل متقدم.
ولفت الدكتور آل الشيخ إلى أن تطور الهيئة في هذا المجال يأتي تتويجاً للرؤية التي تبناها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة بتطبيق مفهوم مكاتب بدون ورق, وتبنى مفهوم الإدارة الإلكترونية، ونشر التقنية والوعي الإلكتروني وهو ما انعكس إيجاباً على الهيئة والعاملين فيها والمستفيدين من خدماتها.
وقال «حقيقة لا تعتبر الهيئة هي الوحيدة في تطبيق المعاملات الإلكترونية بل هناك الآن العديد من الجهات الحكومية التي بدأت في تفعيل التقنية في المجالات الإدارية، وقدمت خدمات متميزة» مستدركاً القول: إن الكثير ينظر للهيئة كنموذج مميز ولعل السبب في ذلك يعود لكون الهيئة تعتبر منشأة حديثة التأسيس، مما ساعدها كثيراً في الإبداع في رسم توجه واضح منذ البداية، وهذا بلا شك يسهل كثيراً من مهمة أي منشأة ترغب في تطبيق مفهوم الإدارة الإلكترونية».
وعلى الصعيد الدولي حققت السياحة والآثار العديد من الإنجازات، فبالإضافة إلى الجائزة السابقة وهي جائزة (أفضل تطبيق إلكتروني حكومي في الدول العربية) فإن هناك سلسلة من الجوائز والشهادات التي قدمتها جهات متعددة للهيئة على نجاحها في تطبيق التعاملات الإلكترونية.
يقول الدكتور آل الشيخ «على الصعيد الدولي حصلت الهيئة على شهادة الجودة العالمية (الآيزو) كاعتراف دولي بتقدم أنظمتها وإجراءاتها الإدارية، ومنحت شهادة تطبيق نظام الجودة العالمي، نظير التزامها بتطبيق المعايير القياسية في التعاملات الإدارية، كما حصلت الهيئة على جائزة اوراكل بعد أن أنجزت بنجاح خلال العام الماضي تطبيق مجموعة من التطبيقات والأنظمة المعتمدة على نظام أوراكل منها مشروع تخطيط موارد المنشأة الحكومية الذي يحتوي على نظام الخدمات الذاتية، مثل نظام الموارد البشرية، ونظام المالية، ونظام المشتريات وتدريب منسوبيها على إتقان استخدام هذه الأنظمة بشكل متقدم، وذلك محاولة من الهيئة للاستغناء عن التعامل بالمعاملات الورقية بأكبر نسبة ممكنة والوصول إلى أقصى سرعة لإنجاز المعاملات والقضاء على الروتين والتأخير الذي تسببه دورة المعاملات الورقية والاستعاضة عنها بالأنظمة الآلية، ولعل التقدير الذي حصلت عليه الهيئة من أوراكل كان بسبب تفهم شركة أوراكل العالمية لصعوبة تطبيق بعض الأنظمة في المنشآت الحكومية لذا كانت الهيئة نموذجاً تفتخر شركة أوراكل بتقديمه كشاهد على النجاح».
وضمن مبادرات الهيئة في مجال تطبيقات الإدارة الإلكترونية يبرز نظام السير الإداري (Workflow) وهو نظام مبني على إستراتيجية تقبل المستخدمين النهائيين للتغيير في إجراءات العمل الأمر الذي أدى إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية للاستخدام في أقل وقت.
عن ذلك يقول الدكتور آل الشيخ «لقد تم إعداد برنامج تدريبي مكثف يشمل بناء فريقي عمل قادرين على قيادة المشروعين وتقديم التدريب وخلاصة التجربة إلى المستخدمين النهائيين، حيث يعمل النظام على تعزيز الإنتاجية في العمليات الرئيسية لقطاع المساندة وتكامل معلومات القطاع، مما يجنب الهيئة تكرار إدخال المعلومات والأخطاء المصاحبة لها، وقد أدى تطبيق النظام إلى تطوير إجراءات وسياسات العمل ورفع كفاءة الأداء وفقاً لما توفره التقنيات الحديثة، وكذا تنسيق أساليب جمع المعلومات والمحافظة عليها مع تسهيل الحصول على المعلومات للمساندة في دورة اتخاذ القرار، إضافة إلى تقليل الاعتماد على المعاملات الورقية، وحفظ الوثائق والمعلومات بشكل إلكتروني مما يساعد في سرعة الاسترجاع والسرية».
وتسهيلاً لتقديم خدماتها، عنيت الهيئة بتقديم خدمة «التأشيرة السياحية الإلكترونية» التي تعد من أبرز الأنظمة السياحية المطبقة في العالم.
يضيف آل الشيخ في هذا بالقول «يعد نظام التأشيرة الإلكترونية من أحدث الأنظمة التي أنجزتها الهيئة بعد أن وقعت اتفاقية مع شركة (العلم) التابعة لوزارة الداخلية المتخصصة في أمن المعلومات والأعمال الإلكترونية، وذلك لتقديم خدمات الدعم الفني لإنشاء وتشغيل نظام التأشيرة السياحية الإلكتروني، ويتم بموجب هذا النظام إصدار التأشيرات السياحية عبر نظام إلكتروني يقوم بتنفيذ عملية إصدار التأشيرات السياحية ويرتبط النظام بقواعد بيانات مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية، والخارجية، والحج والهيئة العامة للسياحة والآثار، ويشمل النظام التبليغ عند المغادرة وتقديم خدمة الإحصائيات المستمدة من المعلومات المتوافرة لدى مركز المعلومات الوطني حول دخول وخروج السياح، كما يشتمل ربط الشركات السياحية بالنظام لتسهيل إجراءات طلب هذه الشركات للتأشيرات السياحية إلكترونياً بين الجهات المعنية الأخرى».