تقرير - خليفة الخليفة
تتميز سواحل البحر الأحمر في الشمال الغربي من المملكة بالجمال المستمد من زرقة المياه وخضرة أشجار الشورى المنتشرة على السواحل النظيفة كما أن عبور الطيور بمختلف أنواعها عبر أجواء المملكة مرورا بهذه السواحل أضفى جمالا آخر وجعل منها مقصدا في مواسم متعددة من العام ولمحبي شبك الطيور الجارحه وصيد الطيور الأخرى المهاجرة والاستمتاع بهواية صيد الأسماك والغوص في أعماق البحار بعد أن انتشرت مراكز تعليم السباحة والغوص وتوفر مستلزماتها وانتشار محلات بيعها فبدى ما تحت الماء في متناول الكثيرين من الناس بفضل تقنية الغوص، وحول هذه السواحل الجميلة تقف بعض العوائق الطبيعية التي بشكلها وتكومها تكون كالشرك والمصائد لمرتادي هذه السواحل ألا وهي الصبخات والتي تكمن خطورتها في مظهرها المخادع فالرمال الجافة تغطيها على امتداد البصر ومعالمها لا تنبئ عن وجود الماء والطين أسفلها وعند مرور السيارة تعلق فجأة لتبدأ المعاناة التي قد تستمر ليومين وثلاثة أيام، أهالي منطقة الوجه يعرفون هذه المواقع ويطلقون عليها أسماء كالطير الحمر والمزارع ويقول نايف راشد إذا أردنا الدعاء على شخص فندعو له بأن يرزقه الله الطير الحمر فالجميع يحب الطيور لكن الطير الحمر يقصد بها هذه المواقع عله يقع بها ويجد من العناء ما يستحقه، كما أن هناك من اشتهر بمساعدة العالقين في هذه الصبخات من الأهالي كما هو حال محمد غبان الذي يؤكد لنا الأهالي أنه أخرج خلال السنوات الأربع الماضية ما يقرب من مائة سيارة عالقة في الطين فبحثنا عنه من أجل مهمة جديدة ولنلتقي به في لقاء قصير ليؤكد لنا أنه يقوم بهذا العمل لوجه الله وحبا في مساعدة الآخرين وإنقاذهم من الطين العالق اللزج الذي يمسك السيارة كالغراء ولا يدعها تتحرك مؤكدا خطورة الطين على السيارة أيضا بعد إخراجها إن لم يتم غسلها فورا فالأملاح المركزة بالطين تتلف الأجزاء السفلية من السيارة، وعن أكثر المواقف صعوبة يقول بهذا الونش الموجود بسيارتي لم أستطع الوصول إلى أحد العالقين لأكثر من ثلاثين مترا فاضطررنا للحفر بأحد الحفارات الكبيرة حتى وصلنا إلى السيارة وسحبها واستغرقت العملية ثلاثة أيام، وفي موقع آخر لم نستطع إخراج إحدى السيارات فأحضرنا ناقلة (سطحة) والطريف أن سائقها لم يشأ الدخول بعد أن وصل للموقع ولكن مع الإلحاح وقيادة السيارة من أحد الأشخاص نجحت المهمة، ويقول إبراهيم البلوي من منطقة الوجه نتمنى من قطاع سلاح الحدود بالمنطقة تزويد المراكز بالوايرات المخصصة لسحب السيارات العالقة فغالبا ما نجد عوائل عالقة بسياراتها وضيوف قادمين من مناطق أخرى بهدف الاستمتاع بهذه السواحل يجهلون طبيعة الأرض فيعلقون بها.
ويقول محمد الحديثي نرتاد منطقة الساحل الغربي أولا للاستجمام وثانيا لممارسة هواية الصيد وشبك الطيور الجارحة وفي منطقة الوجه نجد هذه المناظر والأجواء الجميلة المغرية بالقرب من البحر ولا بد من الخبرة عند المرور في بعض المناطق لأنها تحتاج إلى معرفة ودراية فهي لا تعطي علامات واضحة على خطورتها وما يخفى في أسفلها.
أما محمد عودة فيقول على امتداد الساحل توجد الكثير من المصائد الخطرة للسيارات ويجب الحذر منها ونتمنى من المسؤولين في الجهات المختصة وضع لوحات تحذيرية حول المواقع الخطرة وهي معروفة لنا نحن الأهالي لكن الكثيرين يجهلونها ونتمنى وضع هذه اللوحات لعدم المرور عليها خاصة أن كثيرا من محبي البحر يأتون من مناطق أخرى ويجهلون خطورتها، أما فهد الشمري من حائل فيقول نرتاد هذه المناطق كل عام وخاصة في مواسم شبك الطيور والصيد بالصقور ونستمتع بصيد الطيور المهاجرة مثل طائر الرهو الأقرع والقمري وقد حصلت لنا بعض المواقف مع هذه السبخات فسقطنا بها لعدة ساعات ونحمد الله أنها لم تكن أكثر من ذلك ونرى ضرورة وضع علامات تحذيرية عليها حتى يتجنب المواطن الوقوع بها، أما محرر الجزيرة فكانت له تجربة على أرض الواقع مع هذه الشراك والمصائد الطبيعية للسيارات حيث كنا برحلة قصيرة لمنطقة الوجه وأثناء مرورنا قرب الساحل في منطقة ترابية جافة وبعيدة نوعا ما عن البحر ولا توحي بخطورتها من مظهرها بتاتا توقفت سيارتنا فجأة ليخرج الطين اللزج من تحت عجلات سيارتنا، وبسيارتنا الأخرى نحاول إخراجها لتعلق هي الأخرى لنستنجد بالله ثم بدوريات سلاح الحدود الذين بدورهم مشكورين حاولوا مساعدتنا لكن لعدم توفر وسائل سحب السيارات (كالسبت والوايرات) وقفوا عاجزين عن مساعدتنا فمكثنا عالقين لأكثر من عشر ساعات حتى وصلنا بالاتصال لمحمد غبان مسعف العالقين آنف الذكر بسيارته برفقة أحد زملائه الذي ركب معه معتقدا أنه سيقوم بشبك صقر مهاجر متواجدا في المنطقة فما كان منه إلا أن أحظر حمامة وشبكته ليفاجئه فيما بعد أنه ذاهب لإخراج أناس متعلقين في الطين وصل في الوقت المناسب وقبل حلول الليل ليسحب سياراتنا بمساعدة دوريات سلاح الحدود مشكورين فقد كانت تجربة قاسية مع الطين لكننا تجاوزناها بطريقتنا البرية وأمضينا الوقت بتجهيز الغداء والعشاء وتناول القهوة والشاهي بعد أن يئسنا نحن من إخراجها بجهودنا حتى وصلت السيارة المجهزة بما يلزم من معدات سحب وخلافه، نتمنى من كل مرتادي الساحل في أي وقت الحذر وتجنب الأماكن التي لم تعبر منه أي سيارة ولا يوجد لها أثر لأنه قد يكون تحت العجلات الخطر الذي قد ينغص الرحلة.