شغل الخبر المروع لوفاة أربع من بناتنا وإصابة ست أخريات، في حادث مروري بمنتزه الملك خالد بمدينة الرياض، الحيز الأكبر من ليل السبت الماضي والأيام الذي تلته، وارتفعت أكفنا جميعاً للمولى عز وجل أن يرحم الفقيدات وأن يشفي المصابات، وأن يجبر كسر أهاليهن ويصبرهم ويعظم أجرهم.
و وسط هذه المحنة، كما في سابقات لها، نجد أن هناك من يحاول أن يضع للقصص المفجعة حبكات متخيلة. ومثل هؤلاء الناس لا يرضون أن يقع حادث، أو أن تحدث قصة، دون أن يكونوا شاهدين على كل مراحلها، حتى ولو كانت هذه القصة داخل أسوار مغلقة، بل وشديدة الإغلاق. وأستغربُ كما يستغرب غيري، كيف يمتلك هؤلاء القدرة على التواجد في مواقع حدوث كل هذه القصص؟! كيف يستطيعون أن يتواجدوا في شمال البلاد وغربها، في شرق الأرض وجنوبها، في طريق بري ناءٍ، وداخل قاعة اجتماعات، وفي غرفة نوم أطفال، وفي محل بيع أجهزة إلكترونية، في نفس الوقت؟! أكل هذا من أجل المتعة في نقل الأخبار، وفي الادعاء بالتواجد أثناء حدوثها؟! وإذا كانت هذه المتعة قد تحققت لهم، فلماذا إضافة كل هذا التهويل والتضخيم على ما ينقلونه من قصص؟!
إن على أولئك الأشخاص، الذين لا يمكن أن نعرفهم، لأنهم يتخفون بعباءات وهمية، أن يراعوا مشاعر أهالي الضحايا المكلومين المحزونين، وألا يحولوا مآسيهم إلى حواديت يُسَلُّونَ بها أنفسهم في مجالس الليل. فالحادث الذي يُقدِّره الله عليَّ اليوم، قد يُقدِّر عليك أشنع منه غداً أو بعد غد.