إن التجمع الذي تشهده المشاعر المقدسة في مكة المكرمة من أكبر التجمعات في العالم وأكثرها حضوراً وتوقيتاً، فالمساحة المكانية صغيرة، والتوقيت محدود، والأعداد البشرية كثيرة.. مختلفو اللغات، ومتنوعو العادات، ومتباينو الأعمار. والأكثر من كبار السن الذين يحتاجون إلى عناية فائقة من أجل حمايتهم وحماية الحجاج الآخرين من الكوارث التي قد تحدث في المشاعر.. ولا تكون الحماية إلا بمشاركة جميع الحجاج بمختلف أعمارهم، وتنوع جنسياتهم، وتعدد لغاتهم في سرعة احتواء الحرائق التي قد تحدث في الخيام من إهمال المسؤولين عنها الذين لا يحرصون على استخدام الوسائل الوقائية من خطر إعداد الغذاء داخل الخيام، والذي يحدث من اسطوانات ومواقد الغاز التي تعدّ من أكثر أسباب حدوث الحرائق، وسرعة انتشارها في الموقع والمواقع الأكثر وصولاً وخطراً لانتشار الخيام وكثرة الحافلات... وهذا يساعد على سرعة توسع الحريق ووصوله إلى أمكان بعيدة، ويُحدث حرائق هائلة أكثر انتشاراً وخطراً، وتحدث كارثة عواقبها وخيمة لا نتصور مدى الأضرار التي تُحدثه، لأن حدوثها لا ينحصر بموقع واحد من السهل السيطرة عليه وإخماده من قبل وصوله إلى مواقع أكثر انتشاراً وخطراً.. ففي المشاعر أكثر خطراً وانتشاراً لكثرة الخيام وتعدد الحافلات وكثرة الحجاج. لذا أحسن القائمون على أمن المشاعر في منع استخدام اسطوانات ومواقد الغاز وتشديد العقوبة على من يستخدمها من أجل أمن ضيوف الرحمن، فأمنهم من أولويات اهتمامات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني... فقد أثمر منع دخول اسطوانات ومواقد الغاز في الأعوام السابقة وقلّت «بفضل الله» نسبة الحرائق في المشاعر، ولا زال المنع قائما من المسؤولين عن أمن الحج، ولا تهاون فيه من خلال الحملات التفتيشية لمختلف خيام الحجاج، ومنافذ دخول الحافلات إلى المشاعر لخلوّها من اسطوانات ومواقد الغاز... كما أنه من الأفضل لسلامة الحجاج عدم الافتراش ووضع الأمتعة في الطرق المؤدية إلى الخيام من أجل يسر وسرعة وصول ناقلات الدفاع المدني، وأن يحرص المسؤولون عن الخيام على وضع طفايات الحريق الثابتة والمتنقلة السائلة والبودرة، ومعرفة الموجودين فيها على استخدامها لمباشرة الحريق، لأن وجودها ومعرفة استخدامها يساعد على سرعة مباشرة إخماد الحريق، ومنع وصوله وانتشاره بمواقع أكثر خطراً وتحدث كارثة في المشاعر لا تقدر خسائرها، وأن نحرص على سلامة الأسلاك والأفياش والأجهزة الكهربائية التي تُغذي الخيام من الطاقة الكهربائية، لأن الأسلاك والأفياش والأجهزة من أكثر أسباب وقوع الالتماس من شدة الأحمال، وأن تكون الأسلاك والأفياش والأجهزة من النوع الجيد الذي يحتمل مختلف الأحمال الكهربائية التي تستخدم من أجهزة تكييف وتبريد وإنارة وغيرها من أجهزة تستخدم في المشاعر، وأن نحرص على استبدال الأسلاك والأفياش والأجهزة التي قد تكون عرضة للاحتراق وتغييرها بأفياش وأجهزة أكثر تحملا، وأن نحرص على إبعاد الحافلات عن الخيام من أجل عدم وصول الحريق إليها وانتشاره وسرعة الاتصال بأقرب مركز دفاع مدني، لأنه من السهل عليه مباشرة الحريق بالطائرات والناقلات والدراجات، وهي متواجدة في الطرق والميادين وتصل إلى احتواء الحريق وعدم انتشاره.. لذا فالحاج عليه دور فعّال وقت وقوع الكوارث في سرعة الخروج وإخراج من في الخيام من كبار السن والمعاقين والمرضى، وإرشادهم إلى أيسر الطرق وأماكن المواقع الأكثر أماناً، وأن نلتزم بجميع الإرشادات الوقائية التي حرص على تقديمها المسؤولون في مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة، وأن نكون يداً واحدة من رجال الدفاع المدني الذين أرخصوا أرواحهم من أجل سلامة الحجاج، وأن نساندهم ولا نستصغر الوسائل الوقائية من أجل منع وقوع الحرائق، لأن الأعمال التي نراها في أعيننا صغيرة فهي في أعينهم كبيرة، لأنهم يُقدرون خطورة مصدر الحريق الصغير.. فالنار من مستصغر الشرر التي قد تحدث من ثقاب الكبريت وعقاب السجارة والتماس الكهرباء! ومساعدة رجال الإسعاف لسرعة إخلاء المصابين وإسعاف من يحتاج منهم إلى إسعاف مبدئي نستطيع تقديمه من أجل تخفيف الإصابة.
هذا ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ ضيوفه من كل مكروه، ويعودوا إلى ديارهم بحج مقبول وسعي مشكور.
بريدة - نادي القصيم الأدبي