لقد آلمنا جمعياً نبأ تعرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لوعكة صحية إثر إصابته بانزلاق غضروفي لزم بعده الراحة، ولسان حال كل المواطنين والمقيمين على حد سواء يقولون: «شفاك الله يا ملك القلوب» وأتم لك الصحة ومتعك بالعافية وبارك في عمرك» لكنه -حفظه الله- رغم مرضه، استطاع أن يطمئن قلوب جميع محبيه داخل المملكة وخارجها، من خلال اهتمامه المتواصل بأمور الحجيج، ومتابعته الدؤوبة لهم وهم يؤدون نسكهم في طمأنينة وأمن وراحة تامة في ظل تطور مشاريع المشاعر المقدسة من جسر الجمرات وقطار المشاعر والاستعدادات الأمنية والصحية وغيرها التي جعلت الحجيج يجدون الراحة في حجهم، وكذلك طمأن قلوبنا من خلال دعابته اللطيفة حول انزلاق الغضروف أو عرق النساء، وهو يريد أن يوصل لمحبيه أنه بخير وبالفعل قالها -حفظه الله- بكل شفافية: (أنا بخير ما دمتم بخير)، ونحن بدورنا ندعو الله تعالى من أعماق قلوبنا أن يحفظ لنا مليكنا من كل سوء وأن يعجل له بتمام الشفاء.
لقد استطاع الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- أن يأسر قلوب الناس ليس داخل المملكة وحسب، بل أيضاً في كثير من دول العالم، وما إحرازه الشخصية الثالثة عالمياً إلا من واقع تأثيره على الأحداث العالمية لصالح التنمية والسلام والأمن والإنسانية، حتى لقب بملك الإنسانية، ولقد رأينا بأم أعيننا ما تناقلته الصور الفضائية والصحفية كيف أن ضيوف الرحمن، رغم انشغالهم بأداء نسك الركن الخامس، كانوا يرفعون أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يعجل بالشفاء لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.
إن كل الحب الذي يحظى به المليك من مئات الملايين من المسلمين وغير المسلمين، نابع من قلبه الطيب، وحبه للخير، وحكمته التي تقود إلى خير البشرية، سلاماً وأمناً ورخاء وتنمية، وإسهاماته الواسعة بالرأي والفكر والمال والعلم لدعم العمل الإنساني والخيري، والعمل على راحة المسلمين وخدمة الحرمين الشريفين بكل إخلاص ووفاء يشهده الجميع على أرض الواقع، ونظل نلهج بالدعاء أن يحفظ الله مليكنا ذخراً للإسلام والمسلمين وللإنسانية قاطبة وأن يحفظ بلادنا وأهلها من كل سوء في ظل قيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله جميعاً-.
Salamah55@gmail.com